كل عام وأنتم بخير ، يأتي العيد بالفرح والمسرات والتباشير والخيرات ، فهو موسم سنوي ينتهي الناس فيه من شهر الطاعات والخيرات ليفرحوا في العيد بما يأتيهم من جوائز سائلين المولى أن يتقبل منهم صيامهم وصلاتهم ودعاءهم وأن يكونوا من العايدين ومن الفائزين . العيد هو يوم السلام والبِشْر ويوم التسامح والتحاب والتعاطف والتواد ، يوم يحرص الناس من خلاله على أن يتجاوزوا كل خلافاتهم وأن يتناسوا ماكان بينهم من قطيعة وهجر فيلتقوا في زيارات مختلفة ويجتمعوا في أماكن متعددة ، فهو مناسبة سنوية يجب الإستفادة منها بشكل كامل والحرص على تفعيلها وعدم إضاعتها في النوم أو البقاء أمام القنوات الفضائية أو غيرها من الأمور التي لانفع فيها بل يجب الاستفادة منها في تقوية الأواصر بين أفراد العائلة والخروج مع الأسرة وقضاء أكبر وقت معها خصوصاً مع الأطفال الذين يرون في هذا العيد مناسبة سنوية هامة لهم . يجب أن نبذل جهداً أكبر في الاحتفال بالعيد وأن نبرز مظاهر الفرح في كل مكان وأن نتبادل التهاني الحقيقية من خلال الزيارات أو الاتصال الهاتفي وأن نتوقف عن التواصل بالرسائل الهاتفية أو من خلال البريد الإلكتروني فمثل هذه الوسائل على الرغم من أنها أسرع وأوفر جهداً إلا أنها في إعتقادي تعد من النكبات التي ابتلي بها هذا العصر ومن الوسائل التي أخفت الكثير من معالم العيد ، فعندما تسأل شخصاً عن آخر هل اتصلت عليه لتقول له كل عام وأنتم بخير فتكون الإجابة لا ولكني أرسلت له رسالة هاتفية أو عبر البريد الإلكتروني ، وهو بذلك يعتقد بأنه قد قام بواجبه وهكذا يأتي عيد الفطر وتتواصل الأعياد ونحن نلتقي الكترونياً إن كان هناك شبكة صالحة أو أجهزة يحرص الآخرون على استخدامها . لم يشرع العيد لنتبادل التهاني برسائل الجوال أو من خلال الحاسب الآلي بل لنتواصل مع بعضنا البعض ونزيد من أواصر المحبة والألفة ولايتم ذلك إلا من خلال الزيارات أو على أقل تقدير الإتصالات ، فالعيد فرصة ذهبية للقاء يجب أن نستغلها لنعفو عمن ظلمنا ونصل من قطعنا ونعطي من حرمنا ونسامح من تجاوز علينا ، إن لم نفعل ذلك كله في العيد فمتى سنفعله ؟ [email protected]