عيدكم مبارك، كل عام وأنتم بخير، والأمتان العربية والإسلامية تتخطيان ما يواجهنا من تحديات جسام، كل عيد ووطني ومليكي ومجتمعنا الطيب ووحدتنا الوطنية على خير مايرام. ربما تكون أغرب هدايا العيد، عيدية الكترونية رقمية.. فرحت بها عندما وصلتني كرسالة جوال، فكرتها مبتكرة، حلوى من مجرد نقاط وفي منتصفها كتبت كلمة «حلاوة العيد»، إنها فكرة تنعش الذاكرة تعيدنا إلى صورة تلك القطع الصغيرة الملونة التي ظلت إلى أزمان ممتدة محدودة ومتسيدة على ساحة العيدية التي توضع في يدنا ونحن صغار، نتخيلها ونترقبها قبل العيد رغم أنها هي نفسها بشكلها وطعمها سوف تهدى لنا كل عام. الآن كثيرة هي الأشياء التي فقدت طعمها في العيد، خيارات الحلوى مثلا أصبحت غير محدودة، والعيد الذي كانت له طقوس ملموسة ودعناها للأسف، ورغم مزايا التقنية وفوائدها وإيصال رسائل التهاني إلى مجموعة كبيرة من الناس وبطرق متعددة وفي أي مكان في العالم إلا أن حلول العالم الرقمي، بصوره ونقاطه، بديلا عن التواصل الحقيقي أفقد وسيستمر في إفقاد الكثير من المعاني السامية جدواها ويفرغها من مضمونها والمقصود منها «التواد والتواصل وبذل الجهد الشخصي لإرسال رسائل تقديرنا ومحبتنا لمن نعايدهم». المتأمل لهذه التفاصيل من المنطقي أن يفزعه بعد عقد من الزمان، إلى أي حد سنترقمن مادامت عيديتنا تحولت من حلوى توضع في اليد إلى مجرد تجسيد رقمي، لا أستغرب زمن أحفادنا إذا تغير مفهومنا لحلوى العيد وغيرها.. وهناك تجارب ربما تؤدي إلى شم الرائحة المنبعثة من المتحدث عبر عدسة الويب بحيث نستطيع مستقبلا شم روائح الناس رقميا..!. ببساطة، إننا نترقمن وكل اختراع وارد، حتى على مستوى حلوى العيد التي ربما يكون مذاقها رقميا مستقبلا، من يعلم.. ومن العايدين. @a22asma [email protected] للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 239 مسافة ثم الرسالة