قال مكتب الرئيس التونسي مساء أمس الاثنين، إن 8 جنود قتلوا على أيدي مسلحين قرب الحدود الجزائرية، في أحد أكبر الهجمات فيما يبدو على قوات الأمن في البلاد منذ عقود. ووقع الهجوم في منطقة جبل شعانبي النائية حيث تلاحق قوات الأمن متشددين إسلاميين منذ ديسمبر. فيما اقترح رئيس الوزراء التونسي علي العريض أمس اجراء انتخابات في ديسمبر، وقال إن «الحكومة الانتقالية التي يقودها الإسلاميون ستواصل العمل برغم تزايد الضغوط لحلها». واتهم العريض المعارضة العلمانية (حسبما قال) التي أطلقت احتجاجات واسعة ضد حركة النهضة الإسلامية الحاكمة بأنهم «انقلابيون». وقال العريض في كلمة بثها التلفزيون إن «الحكومة لا تتشبث بالسلطة لكنها ستواصل القيام بمهامها، ولن تتخلى عنها وستواصل الاضطلاع بمسؤولياتها حتى اللحظة الأخيرة». واضاف «الحكومة ستركز على إجراء الانتخابات بنهاية العام الحالي، وإن الموعد الذي تقترحه للانتخابات هو 17 ديسمبر».ويوافق هذا التاريخ ذكرى إضرام بائع الخضروات محمد بوعزيزي النار في نفسه عام 2010 احتجاجًا على معاملة الشرطة له، مما فجر الاحتجاجات التي أطاحت بالرئيس السابق زين العابدين بن علي وألهمت ثورات أخرى في العالم العربي. ووعد رئيس الوزراء التونسي بإجراء انتخابات حرة وشفافة، وقال «البلاد ترحب بالمراقبين الدوليين». وبدت تونس ذات يوم كنموذج للانتقال الديمقراطي بين الدول التي شهدت ثورات مماثلة. لكنها تواجه الآن صعوبات لتجاوز الانقسامات بشأن الحكومة التي تقودها حركة النهضة والجمعية التأسيسية الانتقالية التي من المقرر أن تنتهي خلال أسابيع فقط من صياغة مسودة دستور للبلاد.