موضوع برنامج الكاميرا الخفية في قناة الأطفال "أجيال" والذي حدث قبل أيام وتم بسببه إيقاف البرنامج ومقدمه بعد أن تسبّبوا في إيذاء طفلة بريئة، هو موضوع يجب أن لا يُغلق بمجرد إيقاف البرنامج أو إيقاف المذيع، بل يجب أن يتعدّى إلى أبعد من ذلك ليتم ووضع أساليب أكثر أمنًا، أساليب تحترم المشاهد وتحترم إنسانيته. فالملاحظ في مثل هذه القناة وقنوات أخرى وأيضًا في قنوات ال fm الإذاعية الحديثة، هو أن الباب أصبح مفتوحًا على مصراعية للمذيعين والمذيعات دون رقيب أو حسيب، وخاصة أنهم من الإعلاميين والإعلاميات الشباب الذين لا يملكون الخبرة والوعي الإعلامي الكامل، فكيف نسمح بإعطائهم مايكرفون ومساحة كبيرة من الوقت (وبعضها على الهواء مباشرة) ليتحدثوا ويثرثروا على مزاجهم وعلى اهوءائهم، وكان من الطبيعي نتيجة ذلك أننا أصبحنا نسمع ألفاظًا غريبة، وأفكارًا أغرب، وطروحات "مزاجية"، وجميع هؤلاء الشباب والشابات من المذيعين والمذيعات يريدون أن يكونوا "خفيفي دم" بالقوة.. وبشكل وأسلوب تقيل وغريب!!. وقد لاحظت شخصيًا في هذا القناة وفي الإذاعات المذكورة عدم وجود كوادر إعلامية ذات خبرة تصحّح مسارهؤلاء الشباب والشابات وتوعّيهم وتُفهمهم الأصول الإعلامية وكيفية احترام المشاهدين والمستمعين. فحقيقة الأمر أصبح لا يطاق، خاصة "خفة الدم" التي ظهرت عليهم جميعهم، والضحكات و"القهقهات" والألفاظ التي أصف معظمها بأنها ألفاظ "سوقية" لا يصح أن تقال عبر منابر إعلامية نخاطب من خلالها فئات متنوعة من المجتمع وليس فئة واحدة فقط!!. وما حدث في قناة "أجيال" يؤكد كلامي بأنه لا يوجد بها خبرات إعلامية يُؤخذ بفكرها ورأيها، ولو كان بها خبير إعلامي لما سمح لهذا البرنامج (السخيف) بالظهور، ولما سمح لهذا المذيع أن يخرج أمام المشاهدين بهذا الأسلوب المرفوض وهو يخاطب طفلة ويريد أن "يستخف" بدمه وعقله، فعلا لو كان يوجد خبير لرفض فورًا فكرة البرنامج. لذلك لابد من وجود كوادر إعلامية خبيرة، وخاصة أن قناة "أجيال" قناة حكومية رسمية يجب أن يكون لها منهجها الرزين الهادف البعيد عن أي "سخافات" من شباب وشابات قليلي الخبرة والدراية الإعلامية. وحتى في إذاعات ال fm يجب أن تكون هناك رقابة ومتابعة لمنع وإيقاف "خفة دم" مذيعوها ومذيعاتها، فهو أمر زاد عن حدّه، وصحيح أنها إذاعات خاصة تجارية، لكنها موجّهة للمجتمع بجميع فئاته وأعماره، ومثل "خفة الدم" هذه والأفكار والألفاظ التي تُقال من قبل شباب المذيعين والمذيعات يجب أن يُوضع لها حد ويجب أن يكون هناك تدخّل من الجهات المسؤولة، فكلام وألفاظ ومفرادات الشوارع يبقى مكانها الشارع وليس الإذاعة أو التلفزيون، ويجب أن نوعّي هؤلاء الشباب والشابات بأهمية اختيار الألفاظ والمفردات، وأهمية طرح المواضيع الاجتماعية الهادفة بأسلوب إعلامي مقبول. وأما إذا تهاونا وسكتنا على ما يحدث من مثل هذه التصرفات الفردية غير المسؤولة، فسوف نجني ما لا نحمد عقباه، ويكفي ما حدث للطفلة البريئة من صدمة نفسية سستظل عالقة في ذهنها ربما طوال حياتها بسبب مذيع لا يعرف معنى العمل الإعلامي الحقيقي، وأمثاله أصبحوا للأسف كثيرين. إحساس بالهم والأحزان عمري انقضى ولهان.. ذقت العذاب ألوان ما شفت راحة يوم.. (صفى لي حبي اليوم)