بدأت منهجية التنافس بين إذاعات ال FM تتضح ملامح صورتها أكثر في الآونة الأخيرة، خصوصا بعدما اقتربنا من حلول الشهر الثامن على انطلاق العديد من هذه الإذاعات التي نجحت في استقطاب العديد من جمهور المستمعين وخصوصا الشباب، فيرى البعض أنها المزيج بين روح الشباب واستخدام التقنيات العصرية في بث إذاعات ال FM. «عكاظ الخميس» التقت بعدد من المذيعين والعاملين فيها ومجموعة من الشباب، بداية لم ينكر المذيع ياسر الشمراني (من إذاعة MBC-FM) محاولة بعض الإذاعات «الوليدة» على حد قوله بتقليد MBC ، وخصوصا بعد أن استقطبت تلك الإذاعات كوادر إذاعية معروفة من MBC، ولكن يرى أن شرارة المنافسة باتت أكثر احتداما في هذه الآونة، وهو ما يصب في مصلحة المستمع وخصوصا الشباب منهم بحكم توجهها لهذه الفئة تحديدا، وحمل الشمراني انتقادا أكثر وضوحا لإذاعة روتانا FM حين تستعين بالمذيعة جمانة بوعيد وتحاورها في حلقات عدة من برامجها مع فنانين كبار لبنانين وعرب، رغم ادعاء تلك الإذاعة بأن توجهها شبابي سعودي، ويستغرب «الشمراني» عدم استقطاب الكوادر السعودية الشابة، مؤكدا أن جومانة مذيعة «مرموقة»، ولكنها لا تتناسب مع سير خط الإذاعة ذات التوجه الشبابي. من جانبه، يقول المذيع منذر البطاطي (من إذاعة MIX-FM)والذي يقدم البرنامج الرياضي. «غرفة 11» ويجيد الإنجليزية والإسبانية: إن التوجه الشبابي للإذاعات ال FM أسهم كثيرا في كسب هذه الفئة من الجمهور، وهي الفئة الأكثر تعددا في إحصائية نسبة السكان السعوديين، ويرى أن وجود كم متنوع من الإذاعات نجح في تكوين أجواء تنافسية رائعة في الإعلام المسموع. أما المذيع المعروف سعود الجهني (من إذاعة البرنامج الثاني - إذاعة جدة) فيؤكد أنه رغم وجود هذا العدد من إذاعات ال FM السعودية فما زالت إذاعة جدة تحتفظ بمسار تألقها في كسب المزيد من أعداد المستعمين، ويدلل على ذلك نسبة المتابعة الكبيرة التي يحصدها برنامجه الأسبوعي «لست وحدك»، وهو البرنامج الذي يجسد التعاون الإنساني. الشباب كانت لهم آراؤهم فيما تقدمه الإذاعات ويقول أحمد عسيري (موظف بالقطاع الخاص) إنه لا يغفل متابعته لمثل هذه الإذاعات عندما يكون في سيارته، فهو يحب أن يتنقل بين موجاتها في أثناء تنقله بين الطرقات بمركبته، وتعجبه النبرة الشبابية التي تقدمها هذه الإذاعات والمفردات التي يتداولها المذيعون الشباب. ويتمنى أن تزيد نسبة هذه الإذاعات لتكون في صالح كل الشباب. من جهته، يرى سامي الزهراني أن الكفة تتأرجح بين إذاعة وأخرى، فهناك إذاعات مازالت تتعثر عند مناقشتها قضاية اجتماعية شائكة؛ بسبب قلة الخبرة لمذيعهم، وهو ما وجده في أغلب تلك الإذاعات، رغم أنه لا يعترض لكونها إذاعات شبابية. أما الشاب أنور الخيبري فيقول: يعجبني في هذه الإذاعات أنها تقترب كثيرا من الأجواء الشبابية. ويقول الشاب محمد المزمومي الذي يعمل معقبا عن هذه الإذاعات: تكاد تكون صورة كربونية لبعضها، فهو لا يرى فيها أي جديد، ويتمنى أن تتميز كل إذاعة عن شقيقتها، فالتميز والتجديد هو الأفضل، أما التقليد فلا ينفع. أما الشاب ممدوح العسلي فتعجبه هذه الإذاعات عندما تقدم بين برامجها الغنائية الأغاني الأجنبية، فهو حريص جدا على الاستماع لهذا النوع من الأغنيات ، ويتمنى أن تزيد نسبة البرامج التي تقدم اللون الغنائي الأجنبي، لأن الكثير من فئة الشباب يستمعون لهذه الألوان الغربية التي لها جمهورها ومحبوها.