في الوقت الذي اختفى فيه التسول من قارعة الطريق، بسبب اختفاء الإشارات التي ظلت طوال العام تمركُزاً مهماً للمتسولين من كل الأعمار لاسيما في رمضان، وفقد الباعة الجائلون والذين حولوا إشارات المرور إلى أشبه ب (سوبر ماركت) مفتوح، بسبب إلغاء الإشارات الرئيسية في شارع الملك، إلا أنه أدى إلى ثلاث سلبيات، أولاً معاناة القاطنين على دفتي تلك الطرق والذين كانوا يستغلون الإشارات للعبور من شارع إلى آخر، وثانياً، التضييق على المشاة إذ تسبب إلغاؤها في عدم قدرة أصحاب الحوائج والعمال من عبور الطرقات، والسلبية الثالثة، الربكة في الشوارع الكبرى، بسبب إتجاه مركبات الدوران من أقصى اليمين لأقصى اليسار، بكميات هائلة. ومع ذلك، تقول أمانة مدينة جدة، إن سياسة إلغاء الإشارات أفلحت إلى حد كبير في فك الاختناقات المرورية بالمدينة، وأنها تمت وفق دراسات ميدانية يتم من خلالها مقارنة عدد المركبات التي تلتف من الإشارات مع التي تسلك الطريق مباشرة، وبالتالي تعتبر إيجابيات إغلاق الإشارة أكثر من سلبياتها، وفيما يتعلق بعدم قدرة المُشاة من عبور الطرقات، أوضحت الأمانة، أنها بصدد إنشاء عدد من جسور المشاة بين دفتي الطرق الحيوية والتجارية والتي تشهد كثافة في المشاة على جانبيها لضمان سلامة العابرين، مؤكدين أن سبب إلغاء الإشارات، هو الرغبة في جعل المدينة بدون اختناقات مرورية وإعادة الانسيابية والهدوء إلى بعض الشوارع بنسبة 80%. وشهدت جدة خلال الأيام الماضية إلغاء 20 إشارة مرورية كانت متوقَفاً لشوارع رئيسية، تمت على مراحل استغرقت سنة، تقريباً، لتتم تدريجياً، وقبل العمل على إلغاء المزيد من الإشارات، ينبغي دراسة سلبيات وإيجابيات التعديلات التي تمت مؤخراً، لأنها جذرية وكبيرة، ومعرفة المضاعفات التي قامت بها، من لجنة محايدة، تشمل الأمانة، والمرور، والأقسام العلمية في هندسة المرور بالجامعات. وتمر مدينة جدة منذ خمس سنوات بحركة تغيرات جذرية في تركيبة شوارعها وطرقاتها، غيرت معالمها و تسببت في إزالة العديد من المجسمات والميادين الشهيرة التي ارتبطت على مدى 30 عاما بأذهان ساكني المدينة وزوارها، حيث تمت الاستعاضة عنها بالأنفاق والجسور الحديثة، وذلك بغرض توسيع الطرق وتخفيف حدة الازدحام.