تظاهر المئات في عاصمة ألمانيا (برلين) احتجاجا على افتتاح أول معرض في أوروبا للدمية "باربي" بالحجم الطبيعي.. وسارت المظاهرة في الشوارع المحيطة بمعرض "منزل أحلام باربي" الذي شيد باللون البنفسجي على مساحة (2500) متر مربع.. وحمل المتظاهرون لافتات كتب عليها "لا لباربي"، "باربي ليست طفلتي"، "باربي امتهان للإناث"... وندد المتحدثون بدور الدمية الشهيرة باربي في الترويج لأنماط خيالية من الجمال والقوام الأنثوي بين أجيال متعاقبة من الفتيات، وإسهام شخصية باربي في انتشار مرض إدمان النحافة والهزال بين الفتيات.. حيث ابتكرت شركة 'ماتل' الدمية باربي عام 1959 في نيويورك، وتوزع منتجاتها من هذه الدمية في 40 دولة بالعالم. جاء في الخبر آراء المتظاهرات، حيث أوضحت السيدة "ستيفي شميديل"، مسؤولة مبادرة 'بينكيس شتينكيس' -أو 'البنفسج العفن'- أن الإعلانات المروجة للمرأة كسلعة جنسية هي التي دفعتها لمعارضة إقامة معرض باربي، بعد احتجاجها على برنامج 'عارضة أزياء ألمانيا القادمة' بسبب تأثيره السلبي باضطراب نظام الأكل عند الفتيات ودفعهن للنحافة. وأشارت شميديل إلى دراسة لجامعة سويسكس البريطانية، أكدت فيها بأن كل فتاة اقتنت الدمية باربي لديها استعداد كبير لمرض إدمان النحافة أكثر من غيرها، وأوضحت أن الضغوط تكون كبيرة على البنات من هذا النوع للنحافة والجمال، ولفتت إلى عيادات الأطباء النفسيين في هامبورغ ممتلئة بفتيات يعانين من اضطرابات الأكل ومرض إدمان النحافة. وقالت منظمة المظاهرة "يوليا غوتا" إن باربي اختزلت الأنثى في وجه وقوام وجسد بمقاييس جمال صنعتها برامج الحاسوب، وأشارت غوتا -في تصريحها للجزيرة نت- إلى أن الدمية باربي طبعت كل من اقتنتها في عمر صغير بأن مهمتها في الحياة هي أن تكون جميلة ترتدي حذاءً بكعب عال، ولفتت إلى أن هذا التصور عن باربي تعزز بعد إلغاء صناعها لنماذج منها بمهن مختلفة وتركيزهم على الدمية الجميلة فقط. وعلقت الناشطة في حزب اليسار "فرانسيسكا زيدلك" إنها لا تعارض لعب الصغيرات بدمى، لكنها تدعو أولياء الأمور للبحث لبناتهم عن ألعاب بديلة ذات أهداف تربوية تنمّي مداركهم، وأشارت إلى أن باربي تمثل آلية هامة للترويج لصناعة التجميل العالمية التي تبلغ مداخيلها السنوية 118 مليار يورو، ولفتت إلى أن الطفلة الصغيرة التي تدفع 12 يورو لدخول معرض باربي تتلقى تدريبا عمليا تخير فيه بين العمل عارضة أزياء أو نجمة لغناء البوب. الجدير ذكره بأن معرض أحلام باربي يضم 140 نوعا للدمية الشهيرة بشعرها الأشقر وعينيها الزرقاوين وأعداد كبيرة من ملابسها وأدوات زينتها وأطقم مطابخها التي أتيح استخدامها للزائرات الصغيرات، اللاتي أتيح لهن أيضا الحصول على تدريب عملي في مجالي عرض الأزياء وغناء البوب. @emanalokil