إذا أرادت بنت صغيرة أن تصبح نسخة من الدمية" باربي " فعليها أن تبدأ التدريب على ذلك منذ نعومة أظفارها، وهي تستطيع تحقيق ذلك إذا كانت تقيم في العاصمة الأرجنتينية بوينس أيرس. فقد أصبح العالم يحظى الآن بأول متجر من نوعه افتتح مؤخرا في بوبنس أيرس لتحقيق هذا الغرض، وتستطيع البنات الصغيرات في هذا المتجر أن يغمرن أنفسهن في العالم الحالم للدمية باربي ذات الساقين الطويلتين، وخلف الواجهة غير الملحوظة للمتجر تقع منطقة مساحتها 650 مترا مربعا للبيع بالتجزئة ويمكن فيها أن تستكشف الصغيرات كل الخفايا في حياة دمية حقيقة ومميزة.وبينما تفضل السيدات الأكثر نضجا في الأرجنتين أن يجرين جراحة تجميل لتحقيق لمسات جمالية معينة فإن البنات يطمحن لتحقيق أهداف مماثلة في أرض باربي هذه وبطريقة أقل ضررا، وفي هذا المكان المسكون بالأحلام تستطيع كل البنات تحقيق كل ما يحلمن به، فثمة ممحاة باللون القرمزي وشامبو باربي وأجهزة تلفاز وأدوات باربي لممارسة رياضة الجولف، ومن بين المعروضات حيلة للتسويق باسم باربي وأنا " تمكن البنات الصغيرات من العودة لبيوتهن وقد أصبحن يشبهن دميتهن الصغيرة المحبوبة المصنوعة من البلاستيك.وتقف الصغيرة لاورا (خمسة أعوام) بين زبائن المتجر اللاتي يشعرن بالتشويق والإثارة، وتحدق لاورا بكل حواسها في مرآة محاطة بإطار أبيض اللون وتبدو وكأنها خرجت لتوها من حكاية خرافية، ويستخدم مصفف للشعر أداة حديدية ليعقص شعرها ومشابك للشعر على شكل قلوب لتحويل شعرها البني إلى تسريحة يطلق عليها اسم الفراشة، وفي الوقت نفسه تجلس أم لاورا داخل حجرة جدرانها بيضاء اللون مخصصة لتناول الشاي وهي تتصفح مجلة وتتناول شطيرة تسمى قوس قزح موضوعة على المنضدة أمامها. وبأسلوب فلسفي يقول بيبلي غارسيا أحد مؤسسي المتجر والمسؤول عن مفهومه والتصميم اللازم له إن متجر باربي يعد مكانا لالتقاء الأجيال.وخرجت فكرة إقامة عالم رائع وجميل وقرمزي للدمية باربي عام 2004 عندما أقام تيتو لويزو بيتا للدمية باربي ذات الحجم الكبير الذي يماثل حجم الأطفال في مركز للتسوق في بوينس أيرس، وكان تيتو لويزو يعمل وقتذاك لدى وكالة للإعلان تؤجرها شركة ماتل للعب الأطفال التي إبتكرت الدمية باربي منذ خمسين عاما، واعتاد المتسوقون التزاحم على باب بيت الدمية ومن هنا ولدت خطة إقامة متجر متخصص لهذا الشكل من الدمية.وتم تطوير أول متجر في العالم للدمية باربي بشكل يراعي المزج بين الموضة والترفيه، ومنذ خريف عام 2007 تزايد الإقبال على هذا المتجر، ففي كل شهر يدخل خزانته أربعة آلاف إيصال دفع وهناك خطط لافتتاح متاجر جديدة مماثلة خلال هذا العام في ليما وبيرو ومكسيكوسيتي.وتعد الأسعار مرتفعة مع مراعاة أن راتب الموظف الشهري في الأرجنتين يبلغ في المتوسط 2000 بيسو( 550 دولارا )، ويتكلف تصفيف شعر لاورا هلى هيئة الفراشة 120 بيسو ويشمل أيضا هذا المبلغ مكياجها المأخوذ من القصص الخرافية، ويمكنها مع دفع 25 بيسو إضافية أن تلعب لمدة ساعة في بيت باربي. ويوضح غارسيا أنه بوسع جميع الأطفال التسوق في هذا البيت، ويمكن للطفلة أن تشتري ممحاة بمبلغ ثلاثة بيسو ويمكن لأخرى أن تشتري حصانا لباربي بمبلغ 200 بيسو.وخلف قاعة الشاي بمتجر باربي يقع فردوس باربي حيث توجد غرفة الأميرة باربي بالحجم الطبيعي للإنسان إلى جانب مجموعة من الدمى بمختلف الألوان والأشكال، كما توجد صفوف من أدوات المكياج وممشى لعرض الأزياء، ويسمح للبنات اللاتي يحجزن القاعة من أجل الاحتفال بمناسبة عيد ميلادهن أن يستخدموها تحت إشراف مدرس محترف برياض الأطفال.وترى المنظمات النسائية أن هذا المتجر رغم اجتذابه للعديد من الأطفال بمثابة كابوس باللون القرمزي، وقامت عضوات في هذه المنظمات التي تدافع عن حقوق المرأة بإحراق 30 من دمى باربي البلاستيكية وذلك في التاسع من آذار/ مارس الحالي الذي يوافق عيد ميلاد باربي، وذلك إحتجاجا على نموذج الجمال المثالي الذي تفرضه الدمية على البنات، ويشكو علماء الاجتماع من أن نحافة باربي تجعل البنات يمتنعن عن تناول الطعام سعيا وراء تحقيق الرشاقة أو النحافة ليبدون مثل الدمية المحبوبة باربي.