حذرت رابطة العالم الإسلامي من خطر ما يحدث في سورية على الأمة ، ونبهت إلى خطورة الدوافع الطائفية البغيضة لدى نظامها الحاكم. جاء ذلك في بيان للرابطة بشأن تصاعد الأحداث في سورية ومشاركة حزب الله وحلفائه في قتل الشعب السوري فيما يلي نصه :. بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين ، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ، أما بعد : فإن رابطة العالم الإسلامي تابعت الأحداث في سورية منذ بدايتها ، ومازالت تتابع فصول المشهد الدامي وصوره المريعة ، وما يرتكبه النظام النصيري المارق بحق شعبها من أهوال وفظائع ، لم يشهد تاريخ البشرية مثيلاً لها ، فقد دكَّ المدن والقرى بأسلحة فتاكة من الجو والبحر والبر فهدم معظمها ، وقتل ما يزيد على مائة ألف مواطن ، ومثّل جنوده بأجساد كثير من الشهداء ، ومارس سياسة الأرض المحروقة لإرعاب الناس وإجبارهم على إخلاء مدنهم ، فشرد ما يزيد على ستة ملايين مواطن ، يهيمون على وجوههم داخل سورية وخارجها في ظروف قاسية ، وحاصر من بقي داخل المدن والقرى ومنع عنهم الغذاء والدواء تنكيلاً بهم . إن رابطة العالم الإسلامي حذرت في مرات عديدة من خطر ما يحدث في سورية على الأمة ، ونبهت إلى خطورة الدوافع الطائفية البغيضة لدى نظامها الحاكم ، الذي يتلقى دعماً طائفياً من إيران ، وبتدخل علني سافر لحزب الله اللبناني ، وفصائل طائفية مقاتلة من العراق وأخرى من المتمردين الحوثيين في اليمن الذين ذهبوا إلى سورية لدعم النظام الحاكم وقتال شعبها . لقد تلقت الرابطة اتصالات من أعضاء مجالسها ومسؤولي المراكز الإسلامية التابعة لها في الخارج الذين أدانوا إدانةً شديدةً دخول قوات حزب الله وغيره أراضي سورية وقتاله أهلها ، واحتلاله مدينة القصير وبعض القرى المجاورة لها ، وتسلل قواته إلى مدن أخرى مثل حمص وحماة وحلب في حرب طائفية معلنة على المسلمين في سورية . والرابطة إذ تؤكد على وجوب مناصرة المسلمين شعب سورية ، وإنقاذه من التآمر الطائفي المعلن ، فإنها تهيب بقادة الأمة الإسلامية وبعلمائها وبمنظماتها الإسلامية أن يشدّوا وثاق النصرة لهذا الشعب المنكوب ، و أن يقدموا له العون الذي يحتاج إليه للدفاع عن نفسه ودفع عدوان النظام وحلفائه الطائفيين عليه ، وردع حزب الله وطرده من سورية : ( وَإِنِ اسْتَنصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ ) . إن رابطة العالم الإسلامي التي تمثل في مجالسها شعوب الأمة الإسلامية تُحَمِّل إيران مسؤولية دخول قوات الأحزاب الشيعية إلى سورية ، وتطالبها باسم شعوب أمة الإسلام أن تكف عن تدخلاتها في شؤون سورية وغيرها من البلدان العربية ، و أن تسحب أذرعها الطائفية وفي مقدمتها حزب الله من الأراضي السورية . لقد تابعت الرابطة مواقف الدول التي تقدم الدعم العسكري والسياسي لنظام سورية وفي مقدمتها روسيا الاتحادية التي تنقل بوارجها السلاح والخبراء العسكريين لدعمه ، وإذ تعبر عن استنكارها واستنكار الشعوب الإسلامية للموقف الروسي، فإنها تعرب عن استغرابها الشديد وإدانتها لدعم روسيا التوجه الطائفي الشيعي في محاربة السوريين، والذي عبر عنه وزير خارجية روسيا سيرجي لافروف في تصريح لوسائل الإعلام قال فيه : " إننا نخاف من أن يحكم سورية أهل السنة " . وتشيد الرابطة بالرؤية الثاقبة لعلماء الأمة الثقات مما يجري في سورية وبمواقف الدول العربية والإسلامية التي دعت إلى مناصرة شعب سورية ومساعدته للدفاع عن نفسه وإغاثة منكوبيه وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية ودول مجلس التعاون الخليجي وجمهورية مصر العربية وتركيا ، وتهيب بها لتقديم المزيد من المعونة والدعم الذي يمكّن شعب سورية من مواجهة العدوان الطائفي الخبيث ودحر الغزاة وتحقيق النصر عليهم : ( وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ ) . وتدعو الرابطة المنظمات الدولية وعلى رأسها هيئة الأممالمتحدة ومنظمات حقوق الإنسان والقوى الدولية المحبة للسلام للعمل على إنقاذ شعب سورية من المحرقة التي زجه فيها نظام طائفي بغيض لايرعى لمسلم إلاً ولا ذمة ، وتطالبها بتطبيق القانون الدولي الذي يقضي بمنع دخول حزب الله إلى الأراضي السورية وكف أنواع العدوان على الشعب السوري . إن نظام سورية الطائفي أدخل شعبها منذ عام 1963م في نفق مظلم ، وقد آن له أن يتحرر من العبودية لغير الله ، فالله الله في تضميد جراحه ، وإغاثته ومناصرته وعونه : ( وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ ) وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .