أشاد المجمع الفقهي الإسلامي في رابطة العالم الإسلامي بالرعاية الكريمة لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز لدورته الحادية والعشرين وعبر عن اعتزازه باهتمام خادم الحرمين - أيده الله - بالمجمع وبرابطة العالم الإسلامي، وببرامجها ومناشطها فيما يخدم الإسلام وثقافته ومتابعتها لشؤون المسلمين. وقدر المجمع في بيان أصدره أمس في ختام أعمال دورته الحادية والعشرين، التي عقدها برعاية كريمة من خادم الحرمين الشريفين، الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - بالكلمة التي وجهها - حفظه الله - للعلماء الذين اجتمعوا بجوار بيت الله الحرام، لدراسة مسائل وقضايا جدت في حياة المسلمين وإصدار الحكم الشرعي فيها. وقال البيان لقد كان في كلمته - حفظه الله - غيرة عظيمة على الإسلام، وحرص كبيرٌ على أمته ووحدتها وارتباطها بدينها، ووسطيته التي تحقق التوازن الفريد بين ثوابت الأمة والمتغيرات التي طرأت على حياتها في هذا العصر. ودعا المجمع الفقهي الأمة إلى التمعن في تحذير خادم الحرمين الشريفين من خطورة الفتن على كيان الأمة ووحدتها، لما تسببه من شق صف المسلمين وتكفيرهم واستثارة مشاعرهم الطائفية وإحداث الصدام بينهم واستباحة دمائهم. وعبر المجمع الفقهي الإسلامي عن اعتزازه بغيرة خادم الحرمين الشريفين على الإسلام وحرصه في كلمته على وقاية المجتمعات الإسلامية من الفتن داعياً رابطة العالم الإسلامي إلى وضع برنامج لتنفيذ مضامين هذه الكلمة يتضمن مواصلة جهودها في إشاعة ثقافة وسطية الإسلام التي تحقق التوازن بين الثوابت والمتغيرات، وتحمي المجتمع المسلم من الغلو والتطرف ومن فتنة التكفير والدعوات الطائفية ومواصلة تعريف أمم العالم بمبادئ الإسلام العظيمة وبوسطيته وعدالته ومرونته وحرصه على أمن الناس وسلامتهم وأنه صالح لكل زمان ومكان وعقد مؤتمر إسلامي عالمي حول التضامن الإسلامي يعالج الفرقة بين المسلمين ويتصدى للدعوات الطائفية ومواصلة عقد الندوات والمؤتمرات التي تسهم في تمسك الأمة بدينها والعمل به في حياتها متعاونة متضامنة في علاج مشكلاتها والتصدي للتحديات التي تواجه شعوبها. وذكر المجمع المسلمين بالقضايا الإسلامية وفي مقدمتها قضية فلسطينوالقدس والمسجد الأقصى، ويشيد بجهود الدول الإسلامية خاصة المملكة العربية السعودية في حشد المواقف الدولية لتأييد تطلعات شعب فلسطين إلى قيام دولته المستقلة وعاصمتها مدينة القدس، ويعبر المجلس عن الاستنكار الشديد لعدوان المتطرفين اليهود على المسجد الأقصى والتخطيط لهدمه وبناء الهيكل المزعوم على أرضه وقضية الشعب السوري، وما يعيشه من مآس لا مثيل لها في تاريخ الأمة، ويدعو الدول الإسلامية إلى بذل كل جهد لوقف حمامات الدم وتدمير المدن، ويدعوها إلى تقديم العون اللازم لشعب سورية وإغاثته وإنقاذه من هذه المأساة الإجرامية التي يتحمل النظام مسؤوليتها الأخلاقية والقانونية. واستنكر المجمع اضطهاد المسلمين الروهنجيا في ميانمار وقتل المئات منهم وحرق مساكنهم، وحرمانهم من حقوق المواطنة، ويطالب منظمة التعاون الإسلامي بمتابعة شأنهم لدى هيئات حقوق الإنسان العالمية، ويدعو المسلمين إلى نصرتهم وإغاثتهم، ويطالب بنغلاديش بالسماح للمهجّرين الروهنجيين بدخول أراضيها وتقديم العون لهم. وأعرب المجمع عن تضامنه مع علماء بنغلاديش وهم يواجهون تحديات العلمانية التي تحارب القيم الإسلامية ويدعو الهيئة العالمية للعلماء المسلمين التابعة للرابطة إلى التواصل معهم، وشد أزرهم، ودعم مساعيهم للحفاظ على الهوية الإسلامية لشعبهم وبلادهم. وأهاب المجمع بمصر قيادة وشعباً أن يراعوا مصلحة بلادهم، ويتعاونون لتحقيق نهضتها، ويجنبونها المصالح الحزبية الضيقة التي تعمق الخلاف وتثير النزاع وتعصف بأمنها واستقرارها، ويحث أطياف المجتمع المصري على التوقف عن كل ما يثير الفتنة والفوضى، ويعيق العمل الوطني المشترك. ودعا المجمع رابطة العالم الإسلامي إلى الاستمرار في بذل جهودها لإصلاح ذات البيت وحل النزاع بين المسلمين، والاستفادة في ذلك من صلاتها الإسلامية وعلاقاتها المتميزة مع ممثلي الشعوب الإسلامية.