اتفق الكثير من المواطنين في محافظتي تربة والخرمة على وجود سببين رئيسين بعد إرادة الله في وقوع الحوادث المؤلمة التي راح ضحيتها العديد من المواطنين وأغلبهم شباب في مقتبل العمر. وقالوا ل»المدينة» إن السبب الرئيس والأول هي السرعة الفائقة التي يقود بها بعض الشباب هداهم الله غير مكترثين بالنتائج، والسبب الثاني هو»الواتس اب» واستخدامه أثناء القيادة، مؤكدين أن ضيق الطريق الرابط بين محافظات الخرمة تربة حضن الطائف يعد من العوامل المساعدة على تزايد تلك الحوادث في السنتين الماضيتين مع غياب تام للجهات الرقابية على الطريق. وطالبوا من الجهات المعنية وضع آلية معينة تحد من سرعة المتهورين وتخالف المستخدمين للجوال أثناء القيادة بالإضافة إلى وضع لوحات إرشادية وتوعوية وصور مؤثرة، لأن فئة الشباب خاصة بحاجة للتوعية والتذكير بمخاطر السرعة والحوادث بشكل مستمر عسى أن يحد ذلك من الحوادث التي يشهدها هذا الطريق الذي يمتد لمسافة 200 كم ويسلكه أرتال من الشاحنات المخالفة هربًا من الميزان. في البداية قال المواطن شاعي عبدالله البقمي: حصد طريق الخرمة - تربة - الطائف مرورًا بحضن الكثر من الأرواح البريئة وأصيب العديد في حوادث مؤلمة تزداد يومًا بعد يوم دون تدخل لدراسة الأسباب الحقيقية التي أدت إلى كثرة الحوادث على هذا الطريق.. ومن المؤكد أن السرعة الفائقة التي يقود بها بعض الشباب المتهور هي السبب الرئيسي والأول والأهم في وقوع الضحايا والمصابين، ولو تابعنا تلك الحوادث لوجدنا أن السرعة تدخل في أي حادث توجد به وفيات وأصابات شديدة، وللحد من ظاهرة السرعة يجب أن توضع نقاط مراقبة وتفتيش أو وضع ساهر لضبط السرعة والتقليل من الحوادث المفجعة التي دفع الكثير من شبابنا حياته ثمنًا لها. وما يزيد الأمر تعقيدًا على هذا الطريق هو خروج ظاهرة جديدة تعارف عليها الشباب وهي ظاهرة الشطف، حيث يقود الشاب سيارة بكب بسرعة عالية جدًا من 180 إلى 200 كم في الساعة ويتجاوز السيارة التي أمامه بحيث لا يكون بينه وبينها سوى سنتيمترات فقط، وفي حالة حدوث أي حركة بسيطة من قبل قائد السيارة الأخرى يحدث التصادم. ولن يحد من هذه الظاهرة سوى وجود جهات أمنية تراقب الطريق ونقاط تفتيش، لأن غياب الرقابة من الأهل وغياب الرقابة الأمنية شجعت الشباب وجعلتهم يتمادون في مخالفة الأنظمة المرورية دون وضع أي اعتبار للنتائج. أما المواطن سلطان السبيعي فقال: تزايدت مخاوفنا نحن سكان محافظتي تربة والخرمة والمراكز والهجر الواقعة بينهما مع تزايد الحوادث المرورية الكبيرة التي تحصد فيها الأرواح بشكل مؤلم ومحزن ومعظمهم من خيرة شبابنا وفي عمر الزهور.. لذا يجب على المسؤولين والجهات ذات العلاقة بحث الأسباب التي أدت إلى تزايد الحوادث المرورية ووضع دراسة مستفيضة لإيجاد حل يضمن بعد الله سلامة شبابنا وأرواحنا من الحوادث. وأضاف أن الوتس اب يعد من الأسباب الرئيسية وراء وقوع الكثير من الحوادث، فالذي يسير على الطريق يجد ما يبرر وجهة نظرنا، ويشاهد أغلب قائدي السيارات من الشباب وهو يمسك بالجوال أثناء القيادة لقراءة أو إرسال رسالة وتس اب وينشغل بإرسال واستقبال المحادثات طوال الطريق عين على الواتس اب وعين على الطريق وهذا الأمر بالطبع يشتت تفكير السائق ويفقده التركيز في القيادة ويتسبب في الحوادث. من جهته قال المواطن فهد البقمي: تكثر على طريق الخرمة - تربة - الطائف المخالفات المرورية لغياب الرقابة تمامًا مما شجع الشباب وأعطاهم الحرية في القيادة بسرعة عالية جدًا، إضافة إلى التجاوز الخاطئ وعدم التقيد بأنظمة السلامة المرورية في ظل ازدحام الطريق بارتال الشاحنات المخالفة أيضًا التي أصبحت تسلك هذا الطريق الضيق الذي يوجد به العديد من المنعطفات والمطبات، كما أن الطريق زراعي ويعبر العديد من القرى والهجر ويوجد الكثير من التقاطعات. ونحن نناشد المسؤولين بوضع جهات رقابية بشكل مستمر لمراقبة الطريق، كما نطالب بتكثيف التوعية المرورية لدى الشباب من خلال معارض تحتوى على إحصائيات الحوادث وصور للعبرة وإيضاح مدى خطورة القيادة بسرعة عالية واستخدام الجوال اثناء القيادة سواء للاتصال أو المراسلة بالواتس اب. رأي المرور فيما بينت إحصائيات الحوادث في محافظتي تربة والخرمة مدى الحاجة الماسة للتحرك ووضع حل جذري لهذا الطريق لحقن دماء أبنائنا الشباب. حيث أكد مدير مرور محافظة تربة الرائد عبد الله البقمي أن حوادث المرور بلغت في عام 1433ه 640 حادثًا نتج عنها 35 وفاة و120 إصابة بليغة بغض النظر عن الإصابات الخفيفة والكسور، وفي هذا العام من 1 /1 /1434ه إلى 17 /4 /1434ه 17 وفاة و180 إصابة خلال أربعة أشهر فقط، وبينت إحصائية شهر جمادى الآخرة 1434 بمستشفى الخرمة أن عدد المصابين في الحوادث المرورية 44 مصابًا و6 وفيات خلال شهر واحد فقط.