أمس.. كان الحديث عن أساليب الحكومة الإيرانية في محاولاتها الحثيثة لتصدير ثورتها، التي لم تقتصر على الضّخّ المالي الكبير، وتقديم المنح الدراسية، ونشَر مكاتب ومؤسسات الدعوة ودعاتها في شتى أصقاع الأرض، وكذا في زرع السّفارات والملحقيات في مختلف الدول؛ بل كان هناك التّدخل السّافر في الشؤون الخاصّة للدول بدعوى البحث عن الحريات الدينية والمذهبية! التدخلات الإيرانية تلك لا حدود لها، فلم تقف عند محطة رعاية ودعم بعض الخلايا الصغيرة المعارضة، ومحاولة غرس ودعم بؤر جاسوسية، وأقرب مثال تلك الخلايا الجاسوسية التي كشفَت عنها الداخلية السعودية قبل أيام؛ بل وصل الأمر للقتال نيابة عن أتباعها علنًا كما يفعل حزب الله وأتباعه في سوريا اليوم! المحاولات الإيرانية في (تصدير ثورتها ومذهبها) لسنوات طويلة لم يقابلها تحرك دولي أو إسلامي لِكَبح جِمَاح تدخلاتها وعَنْتَرياتها! بل مع كلّ تجاوزاتها الخارجية تَمّ السكوت على ممارساتها الداخلية تجاه الأقلية (السّنّية)؛ فَالسّنّة في إيران الذين يزيد عددهم على (عشرين مليوناً)، وبه يتفوقون على كل الأقليات هناك من يهود ونصارى ومجوس وغيرهم؛ إلا أن تلك الأقليات الصغيرة أو القليلة تحظى بالرعاية والاهتمام وتتمتع بالحقوق، ولها عشرات الكنائس والبِيَع ودور العبادة في طهران وغيرها من المُدن !! أما أهل السنة فالنظام الإيراني يقتل علماءهم، ويُصَفّي شبابهم، ويقصيهم من الوظائف الحكومية في مناطقهم! وأولئك المساكين يعانون الاضطهاد والإقصاء بشتى صوره السياسية والاجتماعية والاقتصادية؛ فَلا جمعيات خيرية لهم، ولا مساجد، ولا مقبرة واحدة؛ فأين ذهبت العدالة وحرية الفكر والمعتقد التي يتشدق بها النظام الإيراني وأبواقه الإعلامية وينادي بتطبيقها في الدول الأخرى؟! قضية ومعاناة (السّنّة في إيران) منسية من المجتمع الدولي والإسلامي، لا أحد يذكرها أو يناقشها لا سياسياً ولا إعلاميا، ولم نَر أو نسمع على المستوى الفَردي عن سياسي أو عَالِم أو داعية من العالم الإسلامي قام بزيارة لمناطق السنة أو تحدَّث عنها! لا مطالب هنا بالتّدخل في الشؤون الداخلية لإيران، ولكن بنصرة أهل السنة الذين يكتوون بِظلم الثورة الإيرانية في كلّ مكان وبشتى الوسائل الممكنة! وأخيراً.. سألني أحدهم: لماذا تقوم الحكومة الإيرانية بكل تلك الممارسات والأساليب لتصدير ثورتها دون الأخذ بأيِّ اعتبارات أو الخوف من أية ضغوطات؟! أجبته : إيران تفعل ذلك دينًا ومُعتَقَدًا بينما غيرها تحكمه السياسة!. [email protected]