منذ قيام الثورة الإيرانية وهي تسعى بشتى الوسائل لِنَشر مذهبها (الشّيْعِي) وتصدير مبادئ ثورتها في مختلف أصقاع الأرض؛ مستغلة أمية بعض المجتمعات الإسلامية، وفقرها، وحاجتها للمساعدات المالية؛ مستفيدة من الثروات التي تمتلكها؛ وأبرزها (الخُمس) الذي تفرضه على أتباعها! ولعل أقرب الأمثلة ما يحصل الآن في (مِصْر)؛ حيث استغلت إيران الفراغ السياسي التي تعيشه الساحة المصرية؛ فوجهت مُبَشّريها ليطُوفوا المحافظات والنجوع، يحاولون نشر مذهبهم ومبادئهم؛ وكانت المحصلة افتتاح أول (حُسِيْنِيّة) في مصر كما أعلن قبل أيام؛ وفي الطريق كما ذكرت بعض المصادر عشر حُسِينيات أخرى! تلك التحركات الإيرانية الشيعية في مصر دفعت العديد من علمائها ومراكزها الدينية والعلمية إلى رفض تلك التحركات لأنها برأيهم سوف تؤدي إلى انقسامات وحروب طائفية في مصر الأصيلة في مذهبها السّنّي وقدرتها على التّعايش السّلْمِي! وفي المقابل تعالت الأصوات والقنوات الشيعية تنادي بحرية الرأي والمعتقد في المجتمعات، وتزعم الدفاع عن الأقليات الشيعية هنا وهناك! وهنا لو أنّ داعية سَنّي من السعودية تحديداً ذهب يَطوف طَهْرَان وقُم وغيرها من المدن الإيرانية يشرح للناس هناك أصول وأسس المذهب السني؛ فهل ستفتح له الأبواب والقاعات والحُسَينيات تأكيداً على حرية الرأي والفِكْر؟! وهل سيعلن بعدها عن افتتاح مساجد سنية؟! طبعاً أعتقد أنّ مصيره اغتيال الصوت والروح؛ والشاهِد أوضاع (المسلمين السنة) في إيران؛ فمع أنهم يزيدون على (عشرين مليوناً)، فعددهم يفوق كل الأقليات هناك من يهود ونصارى ومجوس وغيرهم؛ إلا أن تلك الأقليات تحظى بالرعاية والاهتمام وتتمتع بالحقوق، ولها عشرات الكنائس والبِيَع ودور العبادة في طهران وغيرها من المُدن!! أما أهل السنة فالنظام الإيراني يقتل علمائهم، ويُصَفّي شبابهم، ويقصيهم من الوظائف الحكومية في مناطقهم! السُّنّة في إيران يعانون من الاضطهاد والإقصاء بشتى صوره السياسية والاجتماعية والاقتصادية؛ بل حتى لا جمعيات خيرية لهم، ولا مساجد، ولا مقبرة واحدة؛ فأين ذهبت العدالة وحرية الفكر والمعتقد التي يتشدق بها النظام الإيراني وأبواقه الإعلامية وينادي بتطبيقها في الدول الأخرى؟! ويبقى يجب على المجتمعات الإسلامية أن تحذر من المَدّ الشيعي الإيراني وتلاعبه بالعواطِف؛ فهم مَدٌّ يُصَدر الطائفية والفتنة ويدعمها لوجوستياً وقبل ذلك مادياً وعسكرياً؛ وحزب الله في لبنان، وما يجري اليوم في سوريا أصدق مثال؛ ومجزرة الحولة شَهِد حَال؛ فاحذروا قبل أن تُنْصَب لكم المَشَانِق! [email protected]