* شيلوا الكراتين، أخفوها بالسرعة القصوى، صادروها قبل أن يأتي الوزير ويشاهدها وتنتهي زيارته بنهاية مفجعة للجميع، الوزير الذي نريده يأتي ويغادر وكل شيء على ما يرام، نعم نريدها زيارة ميمونة تعود علينا بالنفع لا بالضرر، فهيا بنا نصنع شيئًا جميلاً ليكون المكان وأهله في أجمل حلّة، هيا بنا والوقت يسرقنا ولم يتبق لنا سوى أربع ساعات من العاشرة، وفي لمح البصر انتفضت الأرض ومن عليها، وقامت الأجساد من مكانها كلها تشارك، هذا يحمل كرتونًا، وآخر كرسيًا معطوبًا، وكلهم يركضون في كل الاتجاهات، وكل واحد منهم عين على الساعة والأخرى تفتش عن قشة تسيء للمكان في حضور معالي الوزير، وفي غضون ساعات انتهت المهمة، وتحول المكان من مقبرة إلى حديقة، وحين انتهوا كانت صرختي للجميع ليتكم تركتم كل شيء في مكانه وخلّيتم معاليه يرى بأم عينه كيف حال المكان الذي يستقبل آلاف البشر بهيئة قبيحة في غيابه، وليته لم يعلن عن الزيارة، لكنها القضية هي أن المسؤول لا يغادر موقعه إلا والكل يعلم عن تحركه، ويسبقه فرقة من الطبالين ليزفوا خبر الزيارة، وفي الجانب الآخر تنتظره المباخر والعطور والحلوى، ويستقبلونه بالعطر، ويزور ويغادر ولا شيء يتحقق، حيث يعود كل شيء إلى مكانه، الكراتين تعود لتحتل مواقع متقدمة وتبقى في مكانها إلى أن تسمح الفرصة بزيارة أخرى...!!! * أنا لا أتمنى سوى أن يخلص كل مسؤول لهذه الأرض، ويعمل وكل همه أن يجد الناس من خلاله كل ما يحلمون به من إنجازات في زمن قياسي، وهو مطلب مُلح لزمن كل ما فيه يسير بالسرعة القصوى، بينما نحن مازلنا في مكاننا نعمل برتابة ونعامل الآخر بفوقية، متناسين أنه مواطن من حقّه أن يحصل على كامل حقوقه بلا منّة، وأن على كل موظف أن يعي أن وجوده ليس إلا من أجله وخدمته، فمتى نصل لهذا، ومتى نحاول أن نتخلّص من بيروقراطيتنا وعنفنا وعنجهيتنا، ومتى نحمل الورقة التي يُقدِّمها المواطن بحب ونقبلها لأنها هي جزء من مهمتنا، ومن خلالها نكتسب أجورنا، ومتى تنتهي الفوضى التي نمارسها بجنون، وهي حقيقة مرارتها تفوق مرارة زيارة صاحب المعالي الذي جاء ورحل وكأن شيئًا لم يكن، فمتى أرى المسؤول يقف بنفسه على كل شيء، ويراقب كل المرافق التي تخصّه دون أن يُعلن موعد الزيارة، وقتها سوف أشعر بفرح وسعادة، لأن بلدي سوف يتقدم وأن أهلي سوف يتطورون، وحين تنهض الأرض تنهض كل الأشياء التي تقف عليها...!!! * (خاتمة الهمزة).. الكراتين التي نامت وتربت فوق ظهور المكاتب، واعتاد عليها المراجعون، غادرت لتعود في الساعة التالية بعد مغادرة الوزير، وكأن وجودها ضرورة، بينما كان في حضور صاحب المعالي الضرر الأكبر، ذلك يعني أن الحكاية لن تكون سوى كراتين في كراتين.. وهي خاتمتي ودمتم. تويتر: @ibrahim_wssl [email protected]