تعالوا نكتب ونحسب بدقة حجم متاعبنا مع قيادة السيارات هنا وحجم ما نتعرض له من خسائر، والحقيقة أنني كرهت أن أكتب في الحوادث المرورية وكوارثها التي نخسر بسببها ونفقد أرواحاً طاهرة، ومن يصدق أن ما نجم عن حوادث السير منذ عام 1410ه الى عام 1429ه نحو 611 ألف مصاب و86 ألف متوفى ومن خلال إحصائيات لعدد ستة حروب وهي أحداث أيلول الأسود وحرب الصحراء العربية وحرب الهند وباكستان وحرب الستة أيام وحرب الاستنزاف وحرب الخليج والتي نتج عنها ما يقارب من 82 ألف قتيل وهو رقم يقل عن ما قتلته حوادث السير في المملكة ب(4000) قتيل ومن يتصور أيضا أننا في عام 2009 كان عدد الوفيات ما يقارب من 6486 وأن عدد قتلى العمليات الإرهابية في العراق لنفس العام 4644 قتيلاً كما يكشف تقرير منظمة الصحة العالمية عن تسجيل السعودية لأعلى نسبة وفيات في حوادث الطرق على المستويين العربي والعالمي حيث وصل عدد الوفيات إلى 49 وفاة لكل مائة ألف من السكان وبذلك نتقدم على دول كثيرة منها مصر مثلا 41 لكل مائة ألف وكذلك أرتيريا 48 وأفغانستان 39 وتونس 34.5، إلى هنا والأرقام مخيفة جدا وكل ذلك بسبب أن وسيلة المواصلات الأولى لدينا هي الطرق البرية إضافة إلى الجو وأن لا قطارات ولا وسائل مواصلات أخرى تربط بين أطراف المملكة، كما أن هناك مشكلة هي أكبر من كل ذلك وهي الإشكالية المرورية وعدم وجود قوانين صارمة لتحديد السرعة تفرض على الناس احترامها..!!! القضية التي أكتب فيها اليوم هي قضيتكم جميعاً، ومن يجرب الفقد يستحيل أن ينسى الجرح وكثيرون هم الذين يفقدون في كل عام أحبتهم والسبب هو السرعة التي نمارسها بجنون. ومن هنا فإني أتمنى من الإدارة العامة للمرور التدخل السريع في هذه المعضلة التي بالتأكيد هي ليست عادية بل هي أم الكوارث والذي أرى هو أن يتم توظيف التكنولوجيا وذلك بزرع الكاميرات في كل أنحاء المملكة بمعنى في كل شارع وسكّة ليتم بذلك رصد المخالفات آلياً والحد من التهور وهو أملي الذي أتمنى ان يتحقق فقط لكي لا نخسر فلذات أكبادنا وأهلينا.. كما أنني أتمنى من ادارة المرور ايضاً محاولة الاستفادة من تجارب الغير في الدول التي استخدمت الشركات التي لا تستخدم سوى موظف على دراجة هوائية لا يحمل في يديه سوى جهاز اليكتروني متصل مع المرور ويحمل كاميرا ينقل من خلالها كل المخالفات التي تحدث في الشوارع وتربك السير خاصة أمام المطاعم والوقوف الخاطئ والذي بالطبع يؤثر على السير وهنا تصبح الحكاية أكثر تنظيما وهو أمر لا يكلف الكثير أظنها فكرة سوف تحقق لنا أمناً وسلامة أكثر..!!! (خاتمة الهمزة).. ربما يقول لي بعض القراء إن مشكلتنا هي في عدم وجود وسائل مواصلات أخرى كالقطار مثلاً، أقول لهم إذا ولد القطار سميناه، نحن الآن أمام موت بنسب عالية ومخيفة لنخلص أنفسنا منه أولاً ومن ثم نفكر في تعدد وسائل المواصلات... وهي خاتمتي ودمتم. تويتر: @ibrahim_wssl [email protected]