في خضم التحقيقات والأبحاث والتفاصيل عن قضايا كبيرة تبقى للكلمة المختصرة والمعبرة أهميتها وجاذبيتها، وفي هذه الزاوية نحاول استخلاص عصارة أفكار كتاب وباحثين ومتخصصين لنصوغها في "كلمة ورد"، وضيفنا في هذه الزاوية الداعية المعروف الشيخ الدكتور سعيد بن مسفر فإلى تفاصيل الحوار: أنت داعية عتيق، كيف تلخص الدعوة إلى الله؟ الدعوة إلى الله تحتاج إلى إخلاص في العمل أولًا، ثم علم وبصيرة بما يدعو الإنسان الناس إليه ثانيًا، وثالثًا العمل والتطبيق بما يقول. معروف عنك النكتة والفكاهة، هل هي وراثة أم مكتسبة؟ ليست وراثة، ولكنها تكتسب. هل تتكلفها في محاضراتك أم تأتي عفوية؟ تأتي عفوية وليس لها إمكانية تحضير، هي لا تحضر وإنما تأتي أثناء الكلام. دكتور سافرت إلى بلدان كثيرة للدعوة إلى الله، أي البلاد أعجبتك، ولماذا؟ السودان، لجمال طبيعتها، وبياض قلوب أهلها. البعض يقول لكم سنين وأنتم تدعون وتعظون، وما زالت المشكلات والمعاصي كما هي، كيف ترد؟ هذه سنة الله، لأن الخير والشر يتصارعان إلى يوم القيامة، وعلى الداعية أن يدعو ويقلل الشر ما استطاع، وهذه سنة التدافع. ما أبرز معوقات الدعوة؟ الافتراق والاختلاف بين الدعاة ومعاداة السلاطين واستجلاب عداوتهم. كأن يشهر بهم فيتصدون له ويمنعونه. ويحولون بينه وبين إتمام رسالته. يقال إن الشيخ سعيد بن مسفر داعية شعبي، ما رأيك؟ هذا شيء أفخر به، لأن كل الرسل والأنبياء دعاة إلى أقوامهم. أقرانك ومجاييلك في الدعوة تلقفتهم وسائل الإعلام وطبقوا شهرة واسعة لكنك لست كذلك، لماذا؟ لأن أماكن استديوهات التسجيل لتلك القنوات ليست في مقر إقامتي في مكة وإنما في الرياض وفي دبي والأردن وغيرها، وأنا لا أستطيع الذهاب باستمرار إلى تلك الأماكن. يعني لو توفرت لك الاستديوهات في مكة؟ لو توفرت لن أتأخر. ما رأيك فيمن يأخذ مقابلًا للدعوة؟ إذا كان من القنوات الخيرية أو ماشابهها فهذا ليس مناسبًا، أما من القنوات الرسمية أو التي تقدم مبالغ طائلة لكل من يقدم برنامج فهذا من حقه. د.سعيد يتحاشى الكلام في السياسة، هل لأنه لا يجيدها أم لأنها تفرق أكثر مما تجمع؟ لا أتحاشى الكلام في السياسة، وأنا أعيش في عمق السياسة لأنه يهمني واقع أمتي وبلادي، لكني أتبع المنهج النبوي في تجنب التحرش بالحكام والتشهير بهم والخوض في مثل هذه القضايا. د.سعيد في فترة اختفيت فيها من الساحة أو لم يكن لك ظهور كبير، ما السبب؟ لم أختف، وظهوري ومنهجي هو هو منذ أن عرفت نفسي، لكني في فترة من فترات العمر كنت متفرغًا للدراسات العليا في الماجستير والدكتوراة فأثر ذلك على عطائي وحركتي الدعوية. هل تقرأ الصحف؟ وما رأيك فيما يكتب، هل يعبر عن المجتمع السعودي؟ نعم أقرأ الصحف، ورأيي أن الصحف لا تعبر عن الواقع الصحيح للمجتمع السعودي، لأن الذين يشرفون على وسائل الإعلام لا ينشرون إلا ما يوافق آرائهم. بدليل أن أرسلت بعض الردود والملاحظات والمقالات لبعض الصحف فرفضت نشرها لأنها لا تتوافق مع مناهجهم وآرائهم.