قبل أيام، رقّتني جهة عملي، المؤسّسة العامة لتحلية المياه المالحة، إلى المرتبة الثالثة عشرة، فالحمد لله على نعمائه التي لا تُعدُّ ولا تُحْصى، ثمّ الشكر لمحافظ المؤسّسة الذي حرّك ملف الترقيات العُليا بعد جمود شبيه بجمود الجبال قبل أن تمرّ يوم القيامة مرّ السحاب!. وعكس تفاؤلي بالرقم (13) الجديد في حياتي الوظيفية، هناك ملايين غيري يتشاءمون منه، خصوصًا في العالم الغربي، حتى أصبح له رُهاب خاص به، اسمه الطبّي: ديكتروفوبيا، فتجدهم يحرصون على عدم ربطه بأيّ شيء يخصّهم، سواءً كان رقم منزل، أو موعد زواج، أو موعد سفر، لدرجة أنّ بعض الفنادق والمستشفيات والمراكز التجارية ألغته تمامًا من غرفها وأدوارها ومحلاتها، وكذلك فعلت شركات الطيران والقطارات لأرقام رحلاتها!. ويعود مصدر التشاؤم إلى بدايات تحريف الدين المسيحي، إذ انتشر استخدام القوى العددية للأرقام، وبما أنّ يوم الأحد هو يوم عبادة لا عمل للمسيحيين، وأنّ مجموع القوى العددية لكلمة (أحد) في الأبجدية -آنذاك- هو (13)، فقد تشاءموا ممّن يعمل فيه، ومن عمله، ثمّ تطوّر الأمر ليتشاءموا من الرقم نفسه، ويصفوه بأنه الشيطان نفسه!. لكن الذي يحزّ في القلب هو أنهم بعد ذلك بعدّة قرون ربطوا شؤمه الأكبر بيوم الجمعة، كُرْهًا ونكايةً بالمسلمين، وسمّوه: باراسكافيدكاتريافوبيا، ومثّلوا له العديد من الأفلام المُرعبة التي فيها من الذعر والخوف ما يُوقف شعر الإنسان، ويُكرّهه كثيرًا في الرقم، وكذلك في يوم الجمعة، ويُقال إنّ في أمريكا الآن حوالى 21 مليون شخص يؤمن بذلك، وكم أتمنّى أن تتحرّك اللوبيات الإسلامية هناك لدحض الطيْرة والتشاؤم عن يومنا الذي هو أفضل أيام الأسبوع، وعيد بهيج للمسلمين، ومرتبط بالإكثار من الصلاة على النبيّ صلّى الله عليه وسلّم، وفيه ساعة استجابة لا يُردّ فيها الدعاء، وفيه تقوم القيامة لربّ العالمين!. أنا سعيد بمرتبتي الجديدة، وسعيد أكثر برقمها، وسعيد أكثر وأكثر بيوم الجمعة مهما كان تاريخه، رغم أنوف الحاقدين والكارهين!. باركوا لي، وعُقبال عندكم، ولا تقلقوا، فإذا (سَوِّيت) أكْلَة لن أنسى دعوتكم!. @T_algashgari [email protected]