أثناء مراجعتي إحدى الجهات، ولحرصي على «إنهاء المعاملة» باكراً، أحضر قبل «الموظف المختص»، وما إن يصل إلى مكتبه صباحاً يجدني أمامه «أول واحد ينتظره»، وعلى مدى يومين بمجرد أن «أسلم عليه» وأبتسم في وجهه يرن جرس الهاتف ليستدعيه «المدير» - على ما يبدو - وبعد عودته يكون «وجهه مكفهراً» ويقول «راجعنا بكرة نشوف معاملتك».. «يالطيب؟! لو سمحت؟!».. لكنه لا يجيب!! آخر مرة قال لي: «ما فيه تعال بكرة بعد الظهر مش الصباح لو سمحت». تذكرت أن المدير يعاتبه على تأخره اليومي عن الحضور، وطبعاً عندنا «الواحد» ما إن تحصل له مشكلة حتى يبدأ يردد «من أنا متصبح بوجهه اليوم؟!» كناية عن «وجه الشؤم اللي شافه على فكة الريق»، وأرجو ألا تكون «زوجته الحنون» إن كان متزوجاً، أو «مديره المخلص» إن كان أعزب، وفي كل الأحوال لن يكون «المراجع الغلبان»!! تأكيداً لشعار «اللي يخاف من العفريت يطلع له» تخوَّف الأمريكان من فشل رحلة مكوك الفضاء «أبوللو» في رحلته «رقم 13»، التي أُطلقت عام 1970م. وبالمناسبة هي السنة نفسها التي «وُلدت فيها»؛ لأنهم يتشاءمون من «الرقم 13» وبالفعل واجه «أبوللو» مشاكل في رحلته. من المعروف أن «الرقم 13» عند الأمريكان المتطورين «رقم شيطاني»؛ لذلك لا تجده في معظم فنادق «الولاياتالمتحدةالأمريكية وبعض الدول الأوربية»؛ فتجد أدوار المباني عندهم متسلسلة «16.15.14.12.11»، دون ذكر «لطابق 13» الملغي من حساباتهم أصلاً، رغم أنها «دول» تدعي الحضارة والتطور، لكن «التشاؤم» من الخرافات القديمة الموجودة في حضارتهم اليوم، كالتخوف من المرور من تحت سلم خشب أو ارتداء ملابس رمادية اللون عند الصينيين أو إشعال 3 سجائر بعود ثقاب واحد أو تحريك المقص في الهواء بسرعة.. إلى آخره من الخرافات. عموماً، نحن المسلمين نملك «سلاحاً» لا يملكه غيرنا، هو الأذكار والأوراد التي صحت عن «الرسول» - صلى الله عليه وسلم - والتي تحصِّن من قرأها. وللأسف، كثير مما يصيب الناس اليوم من الحسد والعيون والتشاؤم لعدم تسلحهم بالأذكار صباحاً ومساءً، والعديد منا غفل عن «تربية أطفاله» على ترديدها حتى يحصِّنوا أنفسهم. ولأهمية هذا الأمر أقترح على «وزارة التربية والتعليم» أن تقوم بهذا الدور مشكورة، وتقرن «الأوراد الصباحية» في طابور الصباح مع الإذاعة المدرسية - على الأقل - بشكل إلزامي؛ ليتربى صغارنا على ذكرها وتحميهم من «العين والحسد والطيرة»، وخصوصاً ونحن في الأيام الأولى من العام، وفيها مواضع وأيام يتطير البعض منها، ويكثر فيها الحسد! حصِّنوهم وعوِّدوهم على «أذكار الصباح والمساء»؛ فنحن أمة تملك سلاحاً للتحصّين والتفاؤل، لا يملكه غيرنا وإن تقدمت بهم الحضارة. وعلى دروب الخير نلتقي.