قتل 27 شخصا واصيب نحو سبعين اخرين بجروح فجر الثلاثاء في اشتباكات بين قوات عراقية ومجموعات من المتظاهرين المناهضين لرئيس الوزراء نوري المالكي في الحويجة غرب مدينة كركوك، وفقا لمصادر عسكرية. ووقعت الاشتباكات بعدما حاولت قوات مكافحة الشغب والجيش اقتحام ساحة الاعتصام المقامة في المنطقة منذ نحو اربعة اشهر، بحثا عن "مسلحين واسلحة" وفقا لبيان صادر عن وزارة الدفاع العراقية. وقال ضابط رفيع المستوى في الجيش العراقي ان "اشتباكات وقعت بين قوات مكافحة الشغب ومتظاهرين في ساحة الاعتصام في ناحية الحويجة (غرب كركوك) اسفرت عن مقتل 25 شخصا بين متظاهر ومسلح، اضافة الى جنديين اثنين".واضاف كما "ادت الاشتباكات التي وقعت عند الخامسة من فجر امس الى اصابة نحو 70 شخصا بجروح بينهم سبعة جنود". واكد المصدر العسكري فرض حظر للتجول في الحويجة ومنطقتي الرياض والرشاد المجاورتين. تشكيل لجنة تحقيق وزارية .. ووزير التربية يستقيل احتجاجاً من جهتها اعلنت وزارة الدفاع في بيان ان قواتها قامت على مدار الايام الماضية "بتحديد مهلة نهائية (...) وتوجيه المتظاهرين السلميين وغير المسلحين بترك ساحة التظاهرات لفسح المجال للقطعات المشتركة للتفتيش عن الاسلحة والقبض على الجناة" المسؤولين عن قتل الجندي يوم الجمعة. وتابع البيان ان القوات ولدى اقتحامها للساحة امس "جوبهت بنيران كثيفة من مختلف الاسلحة، وادى الاشتباك الى استشهاد عدد من افراد قواتنا المسلحة وقتل عدد من المسلحين من عناصر القاعدة والبعثيين المتعاونين معهم". كما سقط 13 قتيلا في محافظة كركوك امس خلال هجمات ضد مواقع عسكرية شنوها انتقاما للمتظاهرين المناهضين لرئيس الحكومة الذين قتلوا على ايدي قوات الامن في وقت سابق امس وفقا لمصادر عسكرية. وزعم ضابط رفيع المستوى في الجيش ان "ستة مسلحين قتلوا من قبل قوات الجيش لدى محاولتهم السيطرة على نقطة تفتيش قرب ناحية الرشاد" الواقعة على بعد 55 كلم جنوب كركوك (شمال بغداد). وشكل رئيس الوزراء العراقي لجنة وزارية برئاسة نائبه صالح المطلك للتحقيق في ملابسات اقتحام القوات العراقية لساحة الاعتصام. وتضم اللجنة النائب الثاني للمالكي حسين الشهرستاني ووزراء الدفاع بالوكالة سعدون الدليمي،وحقوق الإنسان محمد شياع السوداني، والدولة لشؤون مجلس النواب صفاء الدين الصافي. وقدم وزير التربية العراقي محمد علي تميم استقالته من الحكومة احتجاجا على مقتل واصابة العشرات خلال اقتحام قوات الامن ساحة الاعتصام، وفقا لمسؤول حكومي. وقال المسؤول رافضا الكشف عن اسمه ان الوزير السني المتحدر من قضاء الحويجة حيث كان يقام الاعتصام "استقال من منصبه اثر اقتحام قوات الجيش ساحة الاعتصام". واكد ان "الاستقالة نهائية ولا رجعة عنها". الى ذلك حددت الحكومة العراقية الرابع من يوليو المقبل موعدا لاجراء انتخابات مجالس محافظتي الانبار ونينوى بعد ارجائها بسبب الظروف الامنية في هاتين المحافظتين. وتشهد المحافظتان السنيتان اعتصامات متواصلة وتظاهرات في كل جمعة مناهضة للحكومة منذ اكثر من اربعة اشهر. جنود عراقيون يحيطون بسيارة إسعاف تحمل مصابين في عملية اقتحام الجيش العراقي لساحة اعتصام المحتجين (أ ف ب)