الأسباب اختلفت من امرأة إلى أخرى ولكن الظاهرة واحدة هي تخلي النساء فى دنيا الاغتراب والمهاجر عن ارتداء الزي السوداني المميز وهو (الثوب السوداني) والظاهرة ليست وقفًا على بلد بعينه فهي منتشرة انتشار السودانيين الذين لم يتركوا بلدًا لم يستقروا فيه بعد الظروف التى أحاطت بهم .. فيا ترى ماهي الأسباب لتخلي المرأة السودانية فى الخارج عن ارتداء ( الثوب السوداني) هل تغير جيل اليوم عن الجيل السابق فى عاداته وتقاليده؟ أم هناك أسباب أخرى تجعل الثوب عادة غير مرغوب فيها؟ هذا ما سنعرفه من خلال هذا التحقيق: تقول عفاف من جدة: الثوب السوداني هو سمة التميز والطابع الخاص والنكهة الأصيلة لدى الفتاة والسيدة السودانية.. لذلك لن نتخلى عنه أبدًا وأن تفشت ظاهرة عدم لبس الثوب السوداني فى بلاد المهجر وباتت تحمل وراءها أسباب ودوافع تجعل من لبسه مقتصرًا على المناسبات وفى بعض الأوقات .. فهي بعدم لبسها للثوب سلكت طريقا مختصرًا لعدم تعرض نفسها للمعاكسات والكلمات التى لا تقبلها كسودانية فبعدت بنفسها وبأصالتها وحفظت ثوبها لمن يعرف قيمته ومعنى لبسه. أما سعاد أيضًا من جدة لها رأي آخر حيث تقول السبب الأساسي لترك الفتاة للثوب السودانى هو غلاء أسعاره من ناحية اقتصادية مكلف والظروف الحالية لا تسمح بشراء أكثر من ثوب .. فمثلًا قد تحافظ الواحدة منا على ثياب الزواج لوقت الحاجة الضرورية لذلك تفضل أن تلبس البديل .. كما أننى أعتبر الثوب أصبح شيئا تقليديًا يمكن الاستغناء عنه فى أي وقت بالزي الإسلامي المعروف.. للرجال رأي حيث يقول صلاح الثوب السوداني بجماله وروعته أحلى ما في المرأة السودانية بدونه تفقد المرأة السودانية التقليد المميز .. لقد كنا فى عز الطفولة ونحن نسمع الأمهات والأخوات يتحدثن عن أبوقجيجة والاستقلال وأسبوع المرأة ورسالة لندن وغيره من الفصائل ذات الأصالة .. فلقد كان الثوب السوداني للسودانية فقط ولكن أصبح الآن ترتديه نساء دول الجوار وخاصة نساء تلك الدول مشهورات بالسلوك (المعيب) والكل يعتقد بأنهن سودانيات وهذا ما جعل الإحباط يعم السودانيات وغير راضيات من نساء تلك الدول لمشاركتهن ذلك الثوب المميز. وأيضا يشاركنا الأخ مبارك بقوله .. أنا شخصيًا لا أعتقد أن المرأة السودانية قد تخلت عن الثوب السوداني ولا أعتقد أنه سيأتي اليوم الذى تتخلى عنه لأنه من وجهة نظري يمثل أصالة المرأة السودانية وزيها المميز مثل العمامة والجلابية عند الرجل السوداني .. وإذا كانت هذه ظاهرة أي أن المرأة السودانية أصبحت لا ترتدي الثوب فأعتقد أنها ظاهرة سرعان ما تتبدد وقد يرجع سبب ذلك إلى عوامل كثيرة نذكر منها على سبيل المثال الوضع الاقتصادي حيث أصبح الثوب أكثر تكلفة .. وأخيرًا تبقى الحقيقة التي يدركها الجميع هي ارتفاع أسعار الثياب بصورة جنونية تلاشت معها الفوارق التقليدية القديمة في أنواع ومستويات تلك الثياب .. يبقى العامل الرئيس والأساسي في عدم إقبال النساء بمختلف طبقاتهن على شرائها هو الارتفاع الجنوني .. والله المستعان.