* كانت الأحزاب الغربية والإنجليزية – على وجه الخصوص – تفترض مسبقاً في الزعيم الذي يقودها للانتخابات أن يكون قد تمرس بالعمل السياسي في واحد من المناصب الهامة مثل المالية، والخارجية والداخلية وقد يحدث نادراً أن يكون هذا الزعيم قد تنقل بين هذه المناصب – جميعها – وتتحدث «مارجريت تاتشر» في مذكراتها أن الزعيم العمالي الراحل جيمس كالاهان Callaghan والذي أضحى رئيساً للوزراء عام 1976م كان قد تقلد هذه المناصب جميعها بين الستينيات والسبعينيات الميلادية، ولكن صعود توني بلير لزعامة حزب العمال سنة 1994م ثم فوزه بانتخابات عام 1997م قد أخل بهذا الضابط الانتخابي الهام وهو – أي بلير – يذكر على غلاف الصفحة الأخيرة من مذكراته A Journey، بأنه عندما دخل في 2 مايو 1997م مبنى دواننغ ستريت كرئيس للوزراء لم يكن قد تقلد منصباً رئيسياً أو ثانوياً في الحكومة وخصوصاً أن حزبه ظل في الشتات لمدة 18 عاماً. * وحتى زعيم الائتلاف الحكومي الحالي ديفيد كميرون Cameron لم تكن لديه خبرة سياسية سابقة، والأمر نفسه ينطبق على الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش الابن وخلفه باراك أوباما، وقد وجد الأخير أمامه ملفات سياسية داخلية متعثرة وفي مقدمتها الكساد الاقتصادي وقد توهم أنه بالخطابة – وحدها – يمكن حل عدد من المشاكل الداخلية والخارجية ووجد نفسه بعد سنتين من دخوله للبيت الأبيض في مأزق سياسي فتخلى عن كثير من وعوده وخصوصاً فيما يتصل بالقضية الفلسطينية وكان آخرها إعلان المتحدث باسم رئاسة البيت الأبيض بأن «أوباما» قد تخلى عن الشرط الذي طالب به الفلسطينيون قبل شروعهم في المفاوضات المباشرة ألا وهو إيقاف الاستيطان كاملاً. * يفترض على السلطة الفلسطينية ومعها العرب الذين خُدعوا بخطابات «أوباما» أو ببلاغته وبيانه أن يدركوا أن هذه الحكومة الأمريكية الحالية هي من أضعف الإدارات منذ عقود طويلة. وإذا كان «أوباما» بدا عاجزاً عن حل مشاكل بيته فهو أكثر عجزاً عن حل مشاكل الآخرين ومثله الزعيم البريطاني «كميرون» ونائبه «كليغ» فهما يواجهان قرارات داخلية حاسمة وهذا ما جعل إسرائيل تعلق حوارها الاستراتيجي مع بريطانيا عندما هبطت طائرة وزير الخارجية البريطاني ويليام هيغ الأراضي الإسرائيلية.