يرى خبراء أن جغرافية المملكة ساهمت في هذا التنوع اللوني لدهانات طلاء جدران المنازل إذ يعتبر اللون هوية للمدن وليس للمنازل فقط فمن الساحلي الي الصخري الي الرملي، وهو ما وصفه الخبراء، بأن يفتح الباب على خريطة لونية مترامية الاطراف. وعزا الخبراء هذا التنوع اللوني، لانتباه مؤسسات حكومية منذ نحو عقدين لمسألة تناسب الالوان مع هوية المدينة، وهو ما أثمر عن قرارات حكومية متفرقة باعتماد الوان معينة عند تراخيص البناء، وأصبح فيما بعد مسألة ذوقية عند الناس. ويقول في هذا الاطار عمار العماري مدير عام دهانات بي بي سي، كجهة مختصة وخبيرة في علم الالوان، أن ثقافة طلاء جدران المنازل في السعودية من الخارج، تتأثر بعوامل كثيرة من بينها، الرطوبة ودرجات الحرارة، والأتربة، وهو الأمر الذي يعزز برأي الخبير « لتشكيل هوية لونية موحدة في المدن». وأضاف: «إن هذه اللغة اللونية كما أسماها، تظهر أكثر في المدن الصغيرة أكثر من المدن الكبيرة، نظرًا لاعتماد الناس في مدن الأطراف على مسألة التقليد اللوني الخارجي، والتفكير اكثر في عوامل التأثير». مضيفًا أن المدن الكبرى تتمايز لونيًا بين أحياء وأحياء نتيجة الاتساع الجغرافي للمدينة الواحدة، والتأثر بثقافات لونية مختلفة». وأكد العماري أن مثل هذه الأمور تدخل في حسابات الشركات المصنعة، وعند حملاتها الاعلانية، نتيجة اختلاف الشرائح المستهدفة، وكون هذه الفوارق تشكل ما أسماها «أسواقًا فرعية للألوان». ، مضيفًا: «إن الألوان الترابية تتسق سوقيًا والمدن المطلة على الصحاري الرملية، بينما يفكر اهل المناطق الساحلية في الألوان التي تتأثر بألوان البحر ويستخدمون دهانات مختلفة نظرًا لتأثيرات الرطوبة العالية، لذا يلاحظ خبراء شيوع اللون الأخضر وبدرجات أقل اللونين الأصفر والرمادي على مباني المنطقة الجنوبية التي تتميز بتنوع تضاريسها ومناخها، بينما يحتل الأصفر بكافة تدرجاته اللونية مكانة مرموقة في مباني المنطقة الغربية مع شئ من تدرجات البني والأصفر، في حين لا يزاحم الفضي في المنطقتين الشمالية لون، أما في المنطقة الوسطى فيزاحمه الأسود والبني إلى حد ما»، وضيف موضحًا: «إن هذا واقع لا تؤكده الرؤية المجردة بمدن المناطق، ولكن يعكسه بشكل واضح مقارنة حجم المبيعات في سوق الدهانات بالمملكة». يشار إلى أن سوق الدهانات في السعودية، بات يتشكل برأي متابعين، وفق لغة سوق محلية تراعي احتياجات المستهلك السعودي، بالمقارنة مع ما كان يحدث سابقًا، وهي المسألة التي شجعت برأيهم لظهور مصانع سعودية في أكثر من مدينة من مدن المملكة.