قبل اعوام قليلة كان سقف الاحلام بين أي شخصين مقبلين على الزواج هو التفكير في المنزل ولون الطلاء للغرف وغرفة اطفال المستقبل، بينما شكلت الذائقة العربية صورة نمطية للألوان، قبل أن تصبح علما يدخل في كل شيء، بدءا من تحديد شخصية أصحاب المنزل، وحتى معالجة مشاكلهم اليومية بالالوان. ومن يتصفح واجهة اللوحات التجارية لمطاعم الوجبات السريعة، سيجد أن الواناً بعينها تسيطر على تلك اللوحات المنتشرة في معظم الشوارع والطرقات، بينما لا يمكن أن تتخيل مستشفى لا يسيطر اللون الابيض على ممراته. ويرى عمار العماري وهو يدير احدى شركات الدهانات أن ثقافة طلاء المنازل والمكاتب في السعودية، تعدت فكرة "البروفات اللونية" لتدخل مسألة الاحتياجات وطريقة التفكير، وربط الالوان ببعض الدراسات التي تتحدث عن آثار الوان معينة في التخفيف من حالات الاعتداء او العنف الاسري، فيما ترفع ألوان أخرى من معدلات النشاط في بيئة العمل". ويوافق على هذا الرأي، فيصل الغامدي، وهو شاب مقبل على الزواج، قائلاً: "أتيت أبحث عن خبير يساعدني في طلاء شقتي الصغيرة، أريد أن تكون جزءا للهدوء وجزءا للعمل، فطبيعة عملي في مجال الاعلان، تجعلني اعمل ساعات طويلة من منزلي". فيما تقول سيدة سعودية للتو انتهت من أعمال الانشاء لفيلتها الصغيرة وأسرتها: "صعوبة كبيرة اواجهها الآن في اختيار الالوان.. بطبعي حادة المزاج، وأبحث عن خبير يساعدني في التخفيف من هذه الحدة التي طالما اجبرتني سابقا على تغيير طلاء منزلي وأثاثي في مرات متقاربة.. أريد مكاناً لا يشعرني بالتوتر". ويعود العماري للقول، أن فريقا لديهم يعمل ساعات طوال على تحليل مختلف الدراسات العالمية ومحاكاتها بالالوان ووضع النتائج امام العملاء : "نعم ليست مهمة سهلة اقناع الناس، لكنها ليست مستحيلة خاصة عندما يلمسون النتائج "مضيفا" أن طلاء المنازل والمكاتب وحتى الواجهات الخارجية لم يعد قرارا فرديا حسب المزاج، بل اصبح درسا يتعلمه الانسان ويتأثر بنتائجه.. لم تعد الحكاية اللون الوردي للفتاة والأزرق للفتى، وحينما يكبر يتمرد اولا على الوانه.. لقد اصبح اللون جزءا من التربية الحديثة".