إن المتأمل في السيرة النبوية الشريفة، وما ورد فيها من حكم وأحكام، يجد أنها مدرسة شاملة، وجامعة متكاملة تربي في كل مسلم التمسك بالأخلاق الفاضلة، والخصال الحميدة وفق منهج أخلاقي متميّز وفريد من نوعه، يقوم على توجيهات نبوية كريمة تفيض منها ينابيع الحب والرحمة، وتجعل أفراد المجتمع يعيشون حياة سعيدة، وذلك في ظل قوله صلى الله عليه وسلم: (أكمل المؤمنين إيمانًا أحسنهم خلقًا)، وقوله صلى الله عليه وسلم: (المسلم مَن سلم المسلمون من لسانه ويده)، وقوله صلى الله عليه وسلم: (الكلمة الطيبة صدقة)، وحري بكل مسلم أن يجعل حياته تسير وفق هذا المنهج النبوي الكريم، وأن يجنب نفسه وأولاده وأهل بيته ومجتمعه الأمور التي تعكر صفاء الأخلاق، وتدمر الذوق العام من الأفعال والأقوال، وكم هو مؤسف حقًّا ما نسمعه في بعض الأحيان في أسواقنا وطرقاتنا خصوصًا من الأطفال الصغار قبل الكبار من الألفاظ البذيئة، والسباب الجريئة التي يندى لها جبين الفضيلة، بل قد يصل الأمر إلى تبادل السباب والشتائم بين بعض الشباب بطريق المزاح الذي لا غضاضة فيه بينهم، ناهيك بما يكتبه البعض على الجدران وداخل دورات المياه في بعض المساجد من عبارات يترفع عن ذكرها اللسان، كما أن بعض الناس -هدانا الله وإياهم- لا تطيب مجالسهم، ولا يحلو الحديث عندهم إلاّ بسب فلان الغائب، والوقوع في عرضه، ولقد حذّرنا النبي صلى الله عليه وسلم من هذه المسالك الخاطئة، وأوضح أنها تتعارض مع المبادئ والمثل التي ينبغي أن يكون عليها المسلم، فقال عليه الصلاة والسلام: (ليس المؤمن بالطعان، ولا اللعان، ولا الفاحش البذيء). والسعيد حقًّا مَن سار على نهج المصطفى صلى الله عليه وسلم، فهو الموصل -بإذن الله- للسعادة في الدنيا والآخرة. * عضو هيئة التدريس بالمعهد العالي للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والمستشار القانوني بجامعة أم القرى