حينما أساء رسام من الدنمارك إلى سيدنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - برسوم أرادها أن تكون مهينة، ونحن على يقين أن قذارة هذه الرسام لا يمكنها أن تنال من مقام النبوة والرسالة، والمؤمنون بها في الكون تعدى عددهم المليار والنصف، كلهم يرد عن حياض سيد الخلق المصطفى، ويفتدونه بالأرواح وبكل ما يملكون، وثارت ثائرتهم على هذا الفعل القبيح، واستطاعوا أن يبلغوا العالم أجمع أن وقتهم إذا اتحدوا في موقف صنعوا النصر لحضارتهم بإذن الله. ولكن كيف يجرؤ مسلم يدعي علما مصرحا باسمه، على الاساءة المتعمدة الى النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - وينشره في موقع يدعي صاحبه أنه شبكه (أنا المسلم للحوار الإسلامي)، تحت عنوان (وصف المخالف بأنه خنيث ونعته بأن يمص بظر أمه) ويقول بوقاحة: (لقد أمر الرسول - صلى الله عليه وسلم أن نسف باللفظ إسفافا ما بعده اسفاف لمن تعزى بعزاء الجاهلية وأن نقول (عض على فرج أبيك) و(مص بظر إمك) متعمدا الكذب على رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - وناسبا هذا الأمر المكذوب لمسند الإمام أحمد وللأدب المفرد للامام البخاري وللامام النسائي، ثم اخذ يذكر خلافا يقع بين العلماء المتعاصرين، وأقول بعض المنتسبين للفرق المتخالفة من ألفاظ مرذولة اخطأوا في استعمالها، ولا تأخذ على أن ما استخدموه مباحا استعماله عند الاختلاف، هي هفوات لا يتابعون عليها مثل ما قاله احدهم عن الاشاعرة فالسباب وفحش اللفظ محرم لا يباح ففي الحديث: (لم يكن النبي - صلى الله عليه وسلم - سبابا ولا فحاشا ولا لعاناً كان يقول لاحدنا عند المعتبة: ما له ترب جبينه. وفيه ايضا (ليس المسلم بالسباب ولا اللعان ولا بالفاحش البذيء)، بل ان سيدنا رسول الله إنما بعث ليتم للناس مكارم الاخلاق فمن ادعى أن يأمر بمثل ما ذكره من يدعى عبدالعزيز الجربوع، فقد افترى عليه ونسب القبيح لمن لا يصدر عنه الاالجميل، من وصفه ربه فقال: (وأنك لعلى خلق عظيم) فمن أعف من سيدي رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم) لسانا وأكرم خلقاً وخُلقاً، بأبي وأمي هو رسول الله المبعوث رحمة للعالمين، من أدبه ربه فأحسن تأديبه، ولعلّ الأخوين الجربوع، وسليمان الدويش لم يقرأ أحد منهما سيرته ولم يطلعا على اخلاقه وهو القدوة لمن اراد فلاحاً، وأسفي أن جل ما يتوجهون به من هذا السباب هو من نصيب اخوانهم المسلمين، وسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (سباب المسلم فسوق وقتاله كفر)، والله ينهانا حتى أن نسب من يدعو الكفار من دون فيقول عز وجل: (ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدوا بغير علم كذلك زينا لكل أمة عملهم ثم إلى ربهم مرجعهم فينبئهم بما كانوا يعملون)، فهلا تاب من تجرأ على رسول الله - صلى الله عليه وسلم ونسب إليه الأمر القبيح، هو ما نرجوه والله ولي التوفيق. ص.ب: 35485 جدة: 21488 فاكس: 6407043 [email protected]