في خضم التحقيقات والأبحاث والتفاصيل عن قضايا كبيرة تبقى للكلمة المختصرة والمعبرة أهميتها وجاذبيتها، وفي هذه الزاوية نحاول استخلاص عصارة أفكار كتاب وباحثين ومتخصصين لنصوغها في «كلمة ورد»، وضيفنا في هذه الزاوية الكاتب الصحفي عبدالله الكعيد، فإلى تفاصيل الحوار: أنت صحفي، ما الذي أغراك في الصحافة رغم أنها «مهنة المتاعب»؟ أغراني في العمل الصحفي اشتغالي على موضوع التنوير في بلادنا. الكتابة شبه اليومية ألا تتعبك؟ بلى متعبة جدًا زاويتك بعنوان: «القافلة تسير»، أي قافلة تقصد؟ قافلة الوطن، قافلة الفكر، قافلة الإنسانية، أي قافلة تتجه نحو الأمام. وهل هي تسير بسرعة الريح أم بمشية السلحفاة؟ بل تتوقف أحيانًا. المجتمع المدني، هل تراه بالعين المجردة؟ نحتاج إلى ميكروسكوب. كثرت الكتابة عن الطبقة الوسطى في المجتمع، هل هي فعلًا تتآكل أم تنضج على نار هادئة؟ بل تتآكل وفي طريقها إلى التلاشي. البطالة أقرب إلى ثقافة الرخاء والتكاسل أم إلى سوء التخطيط؟ مرجع البطالة إلى ثقافة البترول. المعارك الفكرية بين التيارات المختلفة، كيف تنظر إليها؟ وهل هناك معارك؟! هي من طرف واحد. ما الذي جنيناه من «الطفرات الاقتصادية»؟ جنينا غياب وانقراض القيم. هل النفط «صديق حميم» لبلادنا؟ قد يكون الغول الصديق. هل انتهت صلاحية التعليم أم أنعشته خطط التطوير؟ وهل هناك تعليم في بلادنا غير التلقين. «تطوير المناهج» هل طور الطلاب أم أن الحكم ما زال مبكرًا؟ في حكم «المرحوم». «صندوق الموارد البشرية»، هل هو صندوق مقفل؟ بل صندوق يفتحه الأثرياء. المؤتمرات الصحفية للمسؤولين، هل هي لتوضيح الإنجازات أم لتغطية العيوب؟ بل للتلميع يقول البعض إننا مجتمع المتناقضات، إلى أي مدى توافق على ذلك؟ أوافق بشدة. ما السبب؟ لتناقضنا مع كل تفاصيل الحياة.