في خضم التحقيقات والأبحاث والتفاصيل عن قضايا كبيرة تبقى للكلمة المختصرة والمعبرة أهميتها وجاذبيتها، وفي هذه الزاوية نحاول استخلاص عصارة أفكار كتاب وباحثين ومتخصصين لنصوغها في «كلمة ورد»، وضيفنا في هذه الزاوية الكاتب الصحفي عبدالعزيز بن حمد السويد، فإلى تفاصيل الحوار: أنت صحفي معتَّق، ما الذي أغراك في الصحافة رغم أنها "مهنة المتاعب"؟ عشق الكتابة كان السبب، فانظر كيف يفعل العشق بصاحبه. الكتابة اليومية ألا تتعبك؟ صحيح هي متعبة لكن جذوة الأمل تخفف من التعب. المجتمع المدني، هل تراه بالعين المجردة؟ أين هو فأنا لم أره لا بالعين المجردة ولا بعدسة مكبرة. المجتمع السعودي إلى أين يسير؟ مؤكد أنه يسير، أما الى أين...؟ فا الله تعالى أعلم كثرت الكتابة عن الطبقة الوسطى في المجتمع، هل هي فعلًا تتآكل أم تنضج على نار هادئة؟ الطبقة الوسطى "إن جاز التعبير في اقتصادنا" لم تتآكل بل أكلت وعرمشت عظامها على نار هادئة والذي حدث ويحدث لها أمر مخجل للأجهزة الرسمية وهو كشف فيما كشف أنها طبقة يتيمة. البطالة أقرب إلى ثقافة الرخاء والتكاسل أم إلى سوء التخطيط الحكومي؟ في هذا نحن الأكثر إبداعًا، لدينا خلطة عجيبة مما ذكرت، سوء التخطيط مع التخطيط السيئ، في كرتون من الادعاء بالعلم والتخطيط المدروس!، كل هذا مع اتكالية ممن تعودوا الوقوف على ابواب اجهزة حكومية بحثا عن وظيفة. أين السويد من الصراعات الفكرية، هل هو مترفع عنها؟ أم لا يجيد العراك داخلها؟ عن أي "فكرية" تتحدث ياصديقي، ما نعيشه من تجاذبات ليست سوى تراشق واتهامات متبادلة كل طرف فيها يحرص على تأكيد خسارة الطرف الآخر، عقلية التشجيع الكروي هي الطاغية، لذلك فإن الانصراف عنها افضل واجدى. ما الذي جنيناه من "الطفرات الاقتصادية"؟ جنينا الكثير وفرطنا بالكثير. هل النفط "صديق حميم" لبلادنا؟ أما مسألة الصداقة ففيها نظر، النفط هبة ونعمة من الله تعالى يشكر عليها جل وعلا، ونحن في مفترق طرق في احسان استخدام هذه الثروة او اهدارها وكأنها لن تنضب. هل انتهت صلاحية التعليم أم أنعشته خطط التطوير؟ خطط التطوير نقرأ ونسمع عنها ولا نرى شيئًا، التطوير اهتم بالشكل والفرقعات الإعلامية، لن يتقدم التعليم مادام ينظر إليه بعين الوظيفة لا غير. "تطوير المناهج" هل طور الطلاب أم أن الحكم ما زال مبكرًا؟ الأقرب أنه طور شركات ومطابع. "صندوق الموارد البشرية"، هل هو صندوق مقفل؟ اعتقد انه كذلك إلا على بعض يسير. قلت في مقالة: "البعض ينظر إلى تنظيم الإخوان على أنه مصدر تهديد -لكنه- ليس المصدر الوحيد"، ما أهم مصدر يهدد دول الخليج؟. في تقديري أن أهم الأخطار التي تهدد دول الخليج ومجتمعاتها هي اخطار داخلية واستخدامها من الخارج متوقع. المؤتمرات الصحفية للمسؤولين، هل هي لتوضيح الإنجازات أم لتغطية العيوب؟ بل للقول إننا هنا ونشتغل. لماذا تخاصم المسؤولين وتتلقف تصريحاتهم لتنقدها؟ هل تريد أن تظهر من خلالهم؟ ما بين الصحافة والمسؤول هو خدمة يقدمها الاخير للوطن والمواطن بحكم موقعه، ومن الطبيعي ان تكون تصريحاتهم مثار الاهتمام للسبب المذكور أعلاه، تخيل لو لم يهتم أحد بتصريحاتهم؟!.