في خضم التحقيقات والأبحاث والتفاصيل عن قضايا كبيرة تبقى للكلمة المختصرة والمعبرة أهميتها وجاذبيتها، وفي هذه الزاوية نحاول استخلاص عصارة أفكار كتاب وباحثين ومتخصصين لنصوغها في «كلمة ورد»، وضيفنا في هذه الزاوية الكاتب الصحفي يوسف أبا الخيل، فإلى تفاصيل الحوار: المجتمع المدني، هل هو موجود؟ وفق المفهوم الغربي غير موجود. المجتمع السعودي إلى أين يسير؟ نرجو أن يكون للأفضل. العلمانية هل تصلح للبلاد الإسلامية؟ هل تقصد العلمانية بحكم أنها هي المدنية أم أنها فرع عنها. بمعنى الفصل بين الدين والدولة؟ لا تصلح في البلاد الإسلامية، هي منتج غربي له ظروف خاصة ربما لا تصلح للبلاد الإسلامية. كثرت الكتابة عن الطبقة الوسطى في المجتمع، هل هي فعلًا تتآكل؟ ربما نعم، وعلى الأقل الخطر أصبح واضحًا. البطالة أقرب إلى ثقافة الرخاء والتكاسل أم إلى سوء التخطيط الحكومي؟ بسبب العاملين لكن الأقرب إلى ثقافة الكسل بدليل أن هناك فرص عمل كثيرة لكن طبيعة الشعب تميل للترف. المعارك الفكرية بين التيارات المختلفة، كيف تنظر إليها؟ لا أرى أن هناك معارك حقيقية لأنه ليست هناك تيارات متكافئة، وفرص متاحة للجميع. لكنها تظهر بين الفينة والأخرى في بعض القضايا؟ أعتبرها قضايا هامشية مثل الصراع على قيادة المرأة أو وجودها في أماكن معينة، لكن القضايا الفكرية العميقة إذا ظهرت دائمًا ما نسمع صوتًا واحدًا له الغلبة. الإرهاب.. ما سببه؟ عندنا في الناحية العربية والإسلامية تغلب الأسباب الثقافية على العوامل الأخرى. بمعنى؟ بمعنى أنك تجد من ينخرط في الإرهاب من أثرياء الناس، أو مِن مَن لم ينشأوا في بيئات فقيرة، وبالتالي انخرطوا في الإرهاب بعامل ديني ثقافي كتأويل الجهاد تأويل خاطئ، وليس بسبب عامل اجتماعي. ما الذي جنيناه من «الطفرات الاقتصادية»؟ مشكلتنا أن الطفرة لم تأت نتيجة اقتصاد صناعي وإنما وفرة في الاقتصاد الريعي ولد الكسل والاتكالية، وخلق جانبًا كبيرًا جدًا من ثقافة البطالة. هل النفط «صديق حميم» لبلادنا؟ لا شك، وإن كان المفترض أن يستغل استغلالا جيدا للتحول الاقتصادي في الحياة، أما أن يظل الاعتماد في الاقتصاد على مادة أولية ويظل اقتصادا ريعيا، فسيتحول إلى عدو. هل انتهت صلاحية التعليم أم أنعشته خطط التطوير؟ التعليم لا يزال للأسف من عوامل السلب في المجتمع، ولم يكن له أي دور في تطوير المجتمع، سواءً التعليم العالي أو التعليم العام. بل على العكس أعتبره عاملا سيئا. يقول البعض إننا مجتمع المتناقضات، إلى أي مدى توافق على ذلك؟ جميع المجتمعات فيها متناقضات لكن كلما اقترب أي مجتمع من الحداثة ومن ثقافة العقل قلت فيه المتناقضات، وكلما ابتعد عن ثقافة العقل اقترب من الخرافة، والخرافة هي مكان التناقضات.