أوضح عضو هيئة كبار العلماء د. سعد الخثلان حكم جمع وقصر الصلاة في البرد فقال:"البرد كان يأتي الناس من قديم الزمان وفي عهد النبي صلى الله عليه وسلم كان يُصيب الناس برد شديد والمدينة النبوية تقع على خط عرض 24، والبرد الذي كان يأتي زمن النبوة يعني قريب من البرد الذي يأتي الآن، ربما يكون أشد في ذلك الوقت، وأكثر الناس في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ما كان عندهم إلا ثوب واحد، كما قال جابر رضي الله عنه كما في صحيح البخاري: "أينا كان له ثوبان على عهد النبي صلى الله عليه وسلم" لاحظ أنه ما عندهم إلا ثوب واحد بدون ملابس داخلية وبدون أي شيء آخر، ثوب واحد فقط ومع ذلك لم يُنقل عن النبي صلى الله عليه وسلم ولو مرة واحدة أنه جمع لأجل البرد، ولذلك أرى أن مجرد البرد لا يجوز الجمع لأجله وذلك لأنه بإمكان الناس التغلب على البرد بلبس الملابس الثقيلة بوسائل التدفئة ونحو ذلك، لكن لو صحب البرد رياح شديدة أو أمطار غزيرة هنا لا بأس بالجمع لأن الجمع يجوز عند وجود الحرج الظاهر والمشقة الظاهرة، أما حديث ابن عباس رضي الله عنهما في صحيح مسلم قال: "جمع النبي صلى الله عليه وسلم بين الظهر والعصر والمغرب والعشاء من غير خوف ولا مطر" فسُئل عن ذلك قال أراد أن لا يحرج أمته. هذا وللعلماء فيه كلام كثير؛ والإمام الترمذي رحمه الله في جامعه نقل الإجماع على أن الأمة تركت العمل به قال: لم تترك الأمة العمل إلا بحديثين في كتابي هذا.