قد يظن بعض مرتادي مواقع التواصل الاجتماعي أنها المكان الأنسب للتعبير عن كافة اقتراحاتهم ومرئياتهم التي لا يستطيعون إظهارها للمجتمع بشكل علني، واعتبروها وسيلتهم المستخدمة في إقناع الآخر بدون محاولة مناقشته، فإذا لم يتفق معهم كان نصيبه في كمٍ هائلٍ من الشتائم والألفاظ النابية التي لا تعكس سوى صورة غير سوية ينطبق عليها المثل القائل «من أمن العقوبة أساء الأدب». وهو ما دفع بعض السيدات والناشطات عبر تلك المواقع أن يلاحقن بعض المتعدين قضائيا، مثلما فعلت الدكتورة ماوية خفاجي أستاذ مساعد قسم الفيزياء الطبية جامعة الملك عبدالعزيز، والتي قاضت أحد المغردين المتعدين بالسبّ العلني. تقول نورا عبدالله، وهي إحدى مرتادات مواقع التواصل: كان سبب دخولي ل»تويتر» هو متابعة الشخصيات النسائية الهامة في المجتمع لمعرفة آرائهن وأفكارهن، وقد تفاجأت أثناء تصفحي لتغريدات إحداهن ببعض تجاوزات المغردين بالتعرض لها بكلمات بذيئة لا تمس فكرها بقدر ما تمس عائلتها وشخصها، ليكون ردّها عليهم بإعلانها حظر متابعتها لهم بدون الرد عليهم بالمثل. وتتابع بقولها: الخلافات في وجهات النظر لا تفرض علينا سماع الكلمات السيئة او قراءتها، وختمت بقولها: لدينا قانون في البلد يكفل عدم التعرض للآخرين وهذا ما لا يبدو ان كثيرين يفهمونه. وتؤكد على هذا الرأي سارة الدوسري التي قالت: من الفوائد التي صنعها تويتر لنا كمستخدمين وجود إمكانية حظر بعض الأشخاص المسيئين عن متابعتنا، ولكن للأسف البعض يعود عن طريق إنشاء حسابات أخرى وذلك بهدف الاستعراض بكونه الأقوى بالعودة من جديد، لتضيف بقولها: حصل لي موقف منذ أشهر من خلال ردي على تغريدة إحدى الشخصيات في تويتر، والذي كنت أوافقه الرأي فيما يقول ليكون نصيبي وصول المغرد المتطفل الذي لم أزعجه بحديثي لأجده يسيء لي ولعائلتي في أحد ردوده فما كان مني إلا ان قمت بحظره ليعود بحساب آخر، وتضيف بقولها: عندما أخبرت عائلتي برغبتي في تقديم شكوى عليه أحبطتني ردود فعلهم بجملة: «من وين يجيبوه؟». والتقت «المدينة» بالدكتورة ماوية خفاجي أستاذ مساعد قسم الفيزياء الطبية جامعة الملك عبدالعزيز والتي كان لها تصرف حازم مع تغريدة أحد المغردين الذي أساء فيها للنساء. فقالت عن ذلك: بدأت التغريد في تويتر في بدايات عام 2011م، فهو موقع مميز يخاطب الفكر بشكل مباشر من خلال اعتماد نظامه على عدد معين للكلمات وهو بذلك يخالف الفيسبوك الذي سبقه منذ أعوام طويلة. وتابعت بقولها: من وجهة نظري أهمية الفيسبوك اتضحت بشكل كامل أيام سيول جدة حيث كان وسيلة سريعة للتواصل بين المتطوعين والجهات المسؤولة، بينما تويتر يحمل فكراً وتواصلا مستمرا وبطريقة مميزة مع الجميع وذلك لاعتماده على نصوص قصيرة. وعن قصة المغرد الذي أساء للمجتمع بتغريدته قالت: في البداية أود ان أشير بأنني لم أكن أول سيدة تقوم بهذه الخطوة فقد كانت هناك خطوة مسبوقة من إحدى الكاتبات اشتكت مغرداً قذفها إلكترونيا في شخصها. وتقول موضحة: في بداية ديسمبر كتب أحد الأشخاص في تويتر تغريدة مفادها ان من يقبل عمل زوجته او ابنته أو اخته في مستشفى فما هو إلا «ديوث»، ومعنى جملته واضح للجميع فهو يتهم ويسبّ الرجال والنساء بشكل كامل الذين يعملون في المستشفيات!!!. وتضيف قائلة: عندما علم الشخص برغبتنا في رفع دعوة تجاهه قام بوضع صور أطفاله والاعتذار عما كتبه ولكنني رفضت هذا الاعتذار ليكون عبرة للآخرين وحتى يكون الجميع على دراية واسعة بعواقب أفعالهم وبرغم اختلاف البعض معي إلا إنني كنت مصرّة على العقاب وذلك لأن حديثه كان في الكل بلا استثناء. وتكمل القصة قائلة: حينها أخبرت زوجي وعائلتي برغبتي أنا واثنتين من زميلاتي بتقديم شكوى تجاهه وقد وجدت القبول على تصرفي، وذهبنا جميعنا لمركز الشرطة الذين تفاجأوا في البدء بالموضوع، وأشاروا علينا بالتحوّل إلى الادعاء العام أو المحكمة، ولكن أخبرناهم بمعرفة نظام القانون والذي لابد فيه من التوجه لأقرب مركز شرطة كبداية، وحينها قدمنا لهم نسخة من صورة التغريدة وصورة لنص قانون القذف الإلكتروني، والذي على أساسه كان لابد من ردع هؤلاء المتجاوزين. ومن بعدها أخذوا أقوالنا وكتبوا المحضر وبعد مضي أسبوعين على الشكوى وعدم تواصلهم معنا، كانت فرصتي من خلال احد الزملاء في العمل والذي اخبرني ان والده مسؤول في الشرطة، وتحدثت إليه ومن ثم التقيت بمدير شرطة جدة اللواء علي السعدي والعقيد سليمان المطوع، واللذين تعاونا معنا بشكل كبير ليتم فتح محضر جديد وأخذ أقوالنا للمرة الثانية، وبعد أربعة أيام تمكنوا من الوصول إليه عن طريق معرف العنوان في تويتر وأخبرونا بمكان وجوده ورقم هويته كذلك وبعثوا خطابا لشرطة المنطقة التي هو بها لاستجوابه، وعلى أساسه ستتضح الأمور. كما أشارت في حديثها إلى ان حملات التحريض على النساء بدأت منذ عملهن كاشيرات ومن ثم العمل في مستلزمات التأنيث النسائية، وذلك بغرض ان تبقى المرأة في منزلها فقط وهي ذات دور فعال للمشاركة في نهضة مجتمعها، وعلى الجميع ان يعي أن المرأة الآن أصبحت عضوة في مجلس الشورى وفي الدورة المقبلة للمجلس البلدي سيحق لهن الترشيح والتصويت، فليس من حق البعض التعدي عليهن بالألفاظ بدون التحقق من صحة الموضوع. وختمت بقولها: نحن في بلاد سنّ قانونها على كتاب الله تعالى وسنة نبيه وكل ذي حق سيجد حقه.