قبل أيام كتب الدكتور وحيد عبد المجيد في صحيفة المصري اليوم مقالاً أكد فيه أن تعْيِين ثلاثين امرأة في مجلس الشورى السعودي أثبت أن (المرأة السعودية) قد نالَت حقوقاً ومَيّزات لم تصِل إليها (المَصْرية) حتى الآن؛ فقد كان نصيب المرأة المصرية في آخَر مجلس للشعب أو النّواب (9 نساء من مجموع 498 عضواً)!! هذه شهادة من جهة وشخصية محايدة؛ تؤكد أنّ مجتمعنا يعيش بامتياز عصر سِيَادة المرأة؛ فصوتها مسموع، والقرارات تُصْنَع لها، والامتيازات والوظائف تتهافت عليها من القطاعين الحكومي والخَاص. ولاشَك أن المرأة السعودية تستحق ما فازت به وأكثر، ولكن لماذا لغة العَويل والنّحيب التي ما زالت تتسابق عليها أقلام وشِفَاه بعض الكاتبات السعوديات؟! أولئك اللائي تُكَرِّسُ حروفهنّ وأصواتهنّ الباكية صورة المرأة السعودية المسحوقة المعذبة في مجتمع ذكوري لا هَمّ له إلا إهانة المرأة وسلبها حقوقها!! يأتي ذلك من خلال تهويل القضايا والتجاوزات الفردية (التي نرفضها، ولابد من معاقبة مجرمها)، والنّفخ فيها وإظهارها للعَالَم بأنها ظاهرة مجتمعية!! أو المطالبة للمرأة بأمور لا يقبلها دِيْنٌ ولا عَقْل ك (مطالبة إحداهُنّ بالحَق بأربعة أزواج مساواةً بالرجل، وتلك أخرى تبحث عن نِسْبَة الأولاد في الوثائق للزوجة، وليس للزوج)! أو الرّكض وراء قضايا هَامشِيّة لم يتقبلها المجتمع حتى الآن كقضية القضايا وأمّ المعارك (قِيَادة المرأة السعودية للسيارة)!! بحثت عن سبب للغة التعميم المتشائمة، وعن مبرر لتلك المغالطات التي تمارسها بعض مَن يرفعن المطالبة بامتيازات للمرأة (لاحقّ لها فيها)، فلم أجد إلا أن بعضهنّ يَلْهَثن وراء تقليد المرأة الغربية التي تُسْلَبُ بعد الزواج حتى اسمها؛ حيث تُنسب لعائلة بَعْلِهَا!! أو أنّ بعض أولئك النسوة قد فَاتهنّ القِطَار أو فَقَدن مُقَوِّمَات الأنوثة، فأَرَدْنَ عبر بوابة تلك المطالبات ورفع الأصوات الانتقام من المجتمع، وإثبات أنفسهن! وأخيراً هذه دعوة لمجتمعنا ولجوهرته (المرأة) تحديداً بعدم الخضوع لأصوات وحروف أولئك المُريضات نفْسِياً!! @aljamili [email protected] [email protected]