قال الضَمِير المُتَكَلِّم: الأصوات التي تنادي بحقوق المرأة في مجتمعنا سواء كانت رجالية أو نسائية حاضرة وبقوة، وعلى مختلف الأصعدة؛ ولكن لا هَمّ لها إلاّ البحث عن أمور وقضايا كَمَالية شكلية جدلية تَحْمِل صفات الإثارة الإعلامية، وما هي إلاّ جسر عبور لِغايات أبعَد؛ أمثلة ذلك وصوره متعددة؛ فمثلاً هناك أصوات لا رسائل عندها إلاّ المطالبة بقيادة المرأة للسيارة وكأن حرية المرأة، وغاية طموحها تكمن في جلوسها خلف مِقْوَد السيارة، وأصوات أخرى تصرخ بحثًا عن عضوية المرأة في بعض المجالس والإدارات الحكومية كالمجالس البلدية، وإدارات الأندية الأدبية الثقافية؛ فأيّ فخرٍ تطلبه المرأة في عضوية مجالس فاشلة لا وجود لها إلاّ على الورق! والانضمام لها لا يسمن ولا يغني من جوع، ولا تأثير له في خدمة المجتمع؟! فأين دعاة حقوق المرأة السعودية من قضاياها الجوهرية التي تنبع من صميم معاناتها من سِجن فرضته العادات والتقاليد، ومن ليل طويل من المعاناة أفرزته الظروف الأسرية والمجتمعية؟! أين أولئك من استغلال بعض الرجال لظروف المرأة بزيجات صُورية تلغي حقوقها في تكوين الأسرة الآمنة كزواج المسيّار وأشباهه؟! أين أولئك من حماية الفتيات من آباء يؤخّرون زواجهن بحجج مختلفة؟! أين هم من رجال يسلبون المرأة إنسانيتها، ويتخذونها مجرد جَسَد ووعاء للمتعة؛ فهم يتزوجون، ويطلّقون متى شاءوا، وكيف شاءوا، دون قوانين رادعِة؟! أين من يبحثون عن حقوق المرأة من معالجة مشكلة بطالة المرأة وعنوستها؟! أين أولئك من المطالبة بمساعدات مالية للنساء العوانس والمطلقات، فهنّ أكثر حاجة من الكبيرات في السن، والحاجة قد تحملهنّ على أمور لا تحمد عقباها؟! فلماذا لم نسمع أصواتًا تنادي بذلك عند وزارة الشؤون الاجتماعية والجمعيات الخيرية!! نعم للمرأة في مجتمعنا حقوق، لكنها تتجاوز قيادتها للسيارة إلى ما هو أكبر وأخطر، وهو حقها في جَسَدها وإنسانيتها؛ فمَن يعلق الجَرَس باحثًا عن الحقوق المنسية للمرأة؟!! ألقاكم بخير والضمائر متكلمة. فاكس: 048427595 [email protected]