ثلاثة أحلام ينتظرها أهالي محافظة القنفذة بل ويربطون تحقيقها بإعادة النظر في قرار إلغاء تنفيذ مشروع مطار القنفذة الاقتصادي. ويطالبون الهيئة العامة للطيران المدني بعودة مشروعهم الذي طار من بين أيديهم بعد أن كان قاب قوسين أو أدنى فانتظارهم مضى عليه نحو ثلاث سنوات، ففضلا عن مصادقة مجلس الشورى على أهمية هذا المشروع الحيوي فإن نحو ربع مليون نسمة يعتبرون أن دفع عجلة التنمية في الشريط الساحلي واستقطاب الكوادر البشرية المؤهلة وجلب الاستثمارات يتوقف على تحقيق حلمهم الذي طال انتظاره. «المدينة» رصدت آراء أهالي المحافظة من خلال التحقيق التالي: بداية يقول عضو لجنة التنمية السياحية عبدالرحمن حلواني: إن مشروعًا تنمويًا كهذا يظل مرتكزًا أساسيًا من مرتكزات التنمية في منطقة الشريط الساحلي الممتدة من الحدود الإدارية مع محافظة الليث شمالا إلى محافظة محايل عسير شرقًا ومنطقة جازان جنوبًا ومن المتعارف عليه أن عجلة التنمية لا يمكن أن تدفع قدما إلا بقيام مشروعات تشكل بنية تحتية لمحافظات الساحل تكفل نجاحها وتضمن استمراريتها، ولذا فإن إعادة النظر والمطالبة بمشروع كهذا هو مطلب تنموي في نهاية المطاف. ويشاركه الرأي عضو المجلس البلدي بالقنفذة عبدالله هبيلي الذي يرى أن من معوقات جلب الكوادر البشرية المتخصصة في المجالات الصحية والطبية والاقتصادية يعود لغياب وجود مطار يخدم مناطق الشريط الساحلي بل ويكاد يكون من أبرز العوائق القائمة حاليًا فالمحافظة تعاني من عزوف الكفاءات عن الوصول إليها بحكم بعد المسافة ولارتباطاتهم العملية التي لا تسمح لهم بقطع مسافة تقدر بنحو 400 كم من مدينة جدة أو بنحو 1300 كم من العاصمة الرياض ولذا يكون الاعتذار عن المشاركة في منظومة التنمية هو السمة البارزة على مر السنوات الماضية. *عزوف الأطباء واعتبر الناطق الإعلامي بصحة القنفذة منتصر سمير بخش، أن الكثير من الحالات المرضية تتطلب مراجعة مستمرة للمستشفيات التخصصية في الرياض العاصمة وهم في معاناة مستمرة فيما يتعلق بهذا الجانب كونهم يقطعون مسافة 400 كم برا للوصول إلى مطار جدة أو 300 كم للوصول إلى مطار الباحة في ظروف طبوغرافية صعبة، ولفت إلى أن إدارته تعاني من عزوف الأطباء عن العمل في مستشفيات المحافظة لغياب مشروع المطار فالارتباطات العملية للأطباء لا تمكنهم من قطع المسافات الطويلة من المدن الكبرى إلى المحافظة. لافتا إلى صعوبة إتمام التعاقد مع كثير من الاستشاريين نظرا لعدم وجود مطار في المحافظة حيث يكون شرط موافقتهم وجود مطار يسهل من تنقلاتهم ويوفر الوقت والجهد.واعتبر عمدة القنفذة وائل بابيضان، أن هيئة الطيران المدني نفسها أقرت حاجة المحافظة لهذا المطار -وفق دراسة الجدوى- التي أعدتها قبل بضع سنوات، فكيف يلغى اليوم.وأكد أن الجدوى الأكبر التي تؤكد عليها قيادتنا الرشيدة هي تنمية الوطن والمواطن ومشروع كهذا سيعمل على تنمية الإنسان والمكان في منطقة الشريط الساحلي وسط منظومة التطور والنماء التي تشهدها المملكة في كل المجالات. ويضيف عضو لجنة التنمية السياحية حسن بن ياسين الجفري: إن تقريرا أعدته الغرفة التجارية الصناعية بجدة عقب الزيارة التي قامت بها 40 شخصية اقتصادية من أصحاب الأعمال لمحافظتي الليث والقنفذة مؤخرا. ركز على المشروعات والفرص الاستثمارية التي تتميز بها المحافظتان ويمكن أن تستقطب رؤوس الأموال إليها في المجالات التنموية والاقتصادية والسياحية والخدمية في المنطقة واعتبر أن وجود مشروع المطار يعزز رغبة أصحاب الأعمال في الاستثمار في المحافظتين لاستثمار البيئة والطبيعة البكر الصالحة لاستيعاب مختلف المشروعات ذات الجدوى الاقتصادية الفاعلة.ويرى محمد المجدوعي أن النظرة لوجود مطار في منطقة الساحل يشكل محفزًا وداعمًا تنمويًا لجذب أصحاب الأعمال لتنفيذ مشروعاتهم واستغلال الفرص المتاحة في ظل الرغبة في التوسع في المشروعات المتعددة التوجهات والتخصصات وفقًا لتوازنها واحتياجات المحافظتين لها في المجالات التعليمية والسياحية والخدمية والتجارية والصناعية والزراعية وما يرتبط بها من توفير فرص عمل لأبناء المنطقة.واعتبر عميد الكلية الجامعية بمحافظة القنفذة الدكتور هاشم الصمداني أن قيام مشروع المطار يخدم خطة التوسع التي يشهدها التعليم العالي في المحافظة بعد استحداث الكليات الجامعية الجديدة وما يرتبط بها من زيادة الكوادر البشرية من خارج المحافظة مؤكدًا ان وجود هذا المشروع الحيوي يشكل جانبا مهما في عملية التواصل والاتصال مع ذوي الخبرات والمختصين ويدعم نمو التعالي في المحافظة في المستقبل القريب.