أدخلت الساعة الخامسة من عصر أمس، عريس سجن الطائف عوض الحربي، «الحياة» من جديد، وذلك بعد سقوط حق القصاص بحقه بعد 18 عاماً قضاها في ردهات الجناح العاشر في سجن الطائف ووسط المحكومين بالقصاص الذين عانقهم ساعة خروجه. وفيما أغرقت الدموع أحضان مستقبليه الذين تجاوزا أكثر من 150 شخصاً، خرّ الحربي فور خروجه من السجن ساجداً وشاكراً لله، قبل أن يعانقه شقيقه عواض في مشهد أبكى الموجودين وسط تكبيرات غطت المكان. وطلب الحربي أن يكون أول مشوار يقضيه هو زيارة قبرَيْ والديه اللذين توفيا أثناء وجوده في السجن، ثم بعد ذلك التوجه إلى مكة لأداء العمرة ومن ثم إلى المدينةالمنورة لزيارة قبر المصطفى عليه السلام. «الشرق» تابعت اللحظات الأولى لحياة عريس السجن الجديدة، التي انقضت ثلاث ساعات منها أمام بوابة السجن لإنهاء إجراءات الخروج ووداع زملائه المحكومين والسلام على مستقبليه ومن بينهم إحدى شقيقاته وعدد من أطفال العائلة الذين وُلدوا خلال فترة سجنه. وقال الحربي ل»الشرق»: للتوّ بدأت حياتي بعد أن عشت الموت 18 عاماً.. أكاد لا أصدق أنني خارج هذه الأسوار، فالحمد الله على نعمة الحرية. وأضاف: «عندما كنت أفكر في الزواج وأنا محكوم عليّ بالقصاص، كان هدفي هو أن أنجب من يحمل اسمي، ولكن سبحان الله، فبعد أن رُزقت بطفلة سميتها (أمل) لعلها تكون أملي في الحياة، وبالفعل أصحبت طفلتي هي سبب بعد الله في نجاح مساعي الحملة وتعاطف الناس مع قضيتي، وكذلك هي من زف لي بشرى اكتمال مبلغ الديّة، أخيراً سأخرج، وأحتضن طفلتي أمل خارج أسوار السجن». ولم ينسَ الحربي، والعَبرة تخنقه، أن يشكر كل من وقف إلى جانبه، وأسهم في عتق رقبته. كما قدم شكره ل«الشرق» التي دعمت قضيته إعلامياً. وكان القائمون على الحملة قدموا لقاضي محكمة الطائف أمس، شيكاً مصدقاً ب27 مليون ريال تمثل مبلغ الدية المشروط من أهل القتيل، قبل أن يتحصلوا على صك التنازل عن عريس السجن، الذي بموجبه تم إخراجه من السجن. وكانت طفلة الحربي زفت لوالدها أمل الحياة بعد أن هاتفته قبل شهر، حيث أخبرته بعتق رقبته بعد أن نجحت حملة نظمها أقاربه في جمع دية التنازل عنه خلال الأشهر الثلاثة الماضية. وكان الحربي أدخل السجن قبل 18 عاماً بتهمة القتل الخطأ لأحد أصدقائه، ثم تزوج قبل ثلاثة أعوام وأنجب طفلته أمل قبل عامين. ماذا ينتظر الحربي في الخارج: * قطعتا أرض من رجال أعمال في المدينةالمنورة تقدر قيمتهما ب800 ألف ريال. * سيارة جيب لاند كروزر موديل 2013 هدية من الدكتور عبدالله رشيد السحيمي. * أربعة آلاف ريال شهرياً من سعود الزغيبي لمدة عام. * ثلاثة آلاف ريال من المستشار عبدالرحمن الحربي لمدة عام. * 500 ألف ريال نقداً من رجال أعمال. مشاهدات * رجال الأمن في السجن استقبلوا أقارب الحربي أحسن استقبال وسهّلوا وجودهم. * أحد رجال الأمن برتبة تدرج في الرتب العسكرية من جندي حتى رقيب خلال فترة وجود الحربي. * غياب الطفلة أمل عن استقبال والدها كان مثار تساؤل كثير من الحاضرين. * ضابط خفر شعبة السجن العام النقيب عبدالله الحارثي كان في مقدمة مودعي السجين. * الحربي كان يردد «سامحوني».. و»أوصيكم بتقوى الله». الحربي يودع أحد العسكريين بحرارة ويرفع يديه شكراً لله فرحة عارمة أطلقها الحربي بعد خروجه (الشرق- خاص) أطفال يستعدون لاستقبال الحربي بالحلوى واستقبال حار من شقيقه عواض لحظة خروجه الحربي يعانق شقيقته التي استقبلته بحرارة ويلقي النظرة الأخيرة على سجنه الشرق تابعت قضية الحربي منذ بدايتها الشرق تابعت قضية الحربي منذ بدايتها