يبدو أنني قد ضربت على وتر حساس جداً لدى أحبتي من المثقفين والأدباء في جدة عندما أثرت سؤالاً أحسبه بريئاً، فكتبت مقالاً بعنوان (النوادي الأدبية: هل هي لنخبة النخبة؟) معلقاً على مشهد لمحاضرة عامة في النادي الثقافي الأدبي في العاصمة الرياض (وليس جدة). شكري أولاً لأخي الكريم الزميل الدكتور/ زيد الفضل رده (غير الكاسح) في هذه الصفحة المعنون (حنانيك يا دكتور سحاب) (17 يناير). ومع الشكر تقدير كامل لوجهة نظره التي مثلت الاتجاه المعاكس لرأي أحسبه صواباً يحتمل الخطأ. ودعوني أبدأ بقضية (الحصرية) التي يمثلها النادي بصفته راعياً للأدب والثقافة، ولنتذكر معاً أن شق الثقافة في وزارتنا المنوط بها الثقافة والإعلام كان مسنداً لرعاية الشباب التي أعطته (بنطاً)، إذ حصرت أنشطتها في (الكورة) المدورة، غير آبهة باللوم في هذا الصدد، حتى تنفست الصعداء بنقل صك (ملكيتها) للوزارة. هذه حقيقة الممارسة الرسمية في بلادنا إذ لا نتحدث هنا عن مثاليات، مع أن من المفترض أن ترعى الرئاسة العامة لرعاية الشباب أنشطة ثقافية طوال العام وفي طول البلاد وعرضها لأن فكر الشباب وعقله وقلبه أولى بالرعاية من قدم تركل أو يد تضرب. والحال كذلك مع أنشطة أخرى فمثلا: العمل الخيري المؤسسي الذي لا بد من مروره عبر أوعية وزارة الشؤون الاجتماعية. وحتى العمل الثقافي الخالص لا بد من مروره عبر بوابات الرفع والاستئذان والموافقة والإبلاغ بالموافقة مما يستغرق آماداً طويلة. آليات مطولة تخضع لها الجامعات بالقدر نفسه! ولذلك لم أشر إلى جامعة بعينها، فهي في (الهوا سوا) إذ لم تبلغ بعد مراتب التنوير والتثقيف المجتمعي الذي بلغته جامعات الغرب تحديداً، بصفتها مراكز التنوير الفعلية التي تمنح التنوير لغيرها عبر درجات علمية وأطروحات أكاديمية وأنشطة إبداعية. في مجلس الشورى اليوم أكثر من 200 دكتور ودكتورة.. هم الصفوة أو النخبة بمعايير الاختيار القائمة، وهم حصاد جامعات منحتهم هذه المكانة التي اكتسبوها بجدارة حتى المثقفين منها والمثقفات والأدباء والأديبات. هذا هو الأصل، وعدا ذلك فهو بدعة قد تكون حسنة أو لا تكون! ربما حان الوقت لإثارة مزيد من الأسئلة!! [email protected]