طالب عضو نادي أبها الأدبي وأمين صندوقه سابقًا إبراهيم محمد اللوذ بتقييم الفترة السابقة من عمر الأندية الأدبية والتعرّف على السلبيات والإيجابيات بالإضافة إلى إعادة النظر في لائحة الأندية الأدبية. واشار اللوذ في حديثه ل «المدينة» إلى مرحلة الثمانينيات والتسعينيات من القرن الماضي والتي شهدت خلالها الساحة الثقافية في المملكة حراكًا فكريًا وثقافيًا وأدبيًا شاملًا قادته الأندية الأدبية تحت مظلة الرئاسة العامة لرعاية الشباب (آنذاك) والتي أعطت تلك المؤسسات الناشئة مساحة واسعة من الحرية في اتخاذ القرار، وأذكر أننا في نادي أبها الأدبي -وقد عاصرته منذ بداياته- وتحت قيادة رئيسه الرائع أستاذنا محمد الحميد كنّا من أوائل الأندية التي استضافت قامات فكرية وأدبية من داخل الوطن وخارجه ومن كافة الأطياف من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار مرورًا بالوسط ولم يحدث في مرة واحدة أن اعترضت الرئاسة على نشاط نقيمه أو أبدت ملاحظتها بل إن سمو الأمير خالد الفيصل عندما عرض عليه مجلس الإدارة في حينه الرئاسة الفخرية للنادي رفض وقال أفضَل أن أكون عضوًا عاملًا وقد حقق ذلك بالقول والفعل وكان من المؤيدين الدائمين لجميع ما يقوم به النادي من أنشطة. وأضاف: وبعد أن استُحدثت وزارة للثقافة استبشرنا خيرًا بنقلة نوعية للأندية الأدبية تبني على ما أسّسه السابقون وقلنا أن ربيع الثقافة والأدب سيستمر كما هو مؤمل له، وتغيرت مجالس إدارات الأندية وزيد عددها، ولكن بدلًا من أن نشهد حراكًا فاعلًا شهدنا صراعات وخلافات وصلت إلى الفضائيات وصفحات الصحف والإنترنت، ورغم مرور ما يزيد على أربع سنوات على التغييرات التي حصلت في مجالس الإدارات فإننا نرى تراجعًا وانطفاء لا يليق بثقافة البلد.. فهل هذا هو ما يستحقه أدباء ومثقفو الوطن بعد كل ما تم من جهود رائعة وتضحيات بالوقت والمال وإعمال الفكر للنهوض بأدبنا وفكرنا؟. وتابع اللوذ: إنني من هذا المنبر آمل من معالي وزير الثقافة والإعلام وكذلك من وكيله للثقافة الدكتور ناصر الحجيلان إعادة النظر في وضع أنديتنا الأدبية، وأقترح من ذلك: أولا: تقييم الفترة السابقة من عمر الأندية الأدبية -تحت مظلة الوزارة- ومعرفة مواطن الإخفاقات والنجاح والبعد بها عن الشللية.. ونادي أبها أنموذجًا. ثانيًا: إعادة النظر في لائحة الأندية الأدبية المقترحة وإعطاء مزيد من الحرية للأندية في اتخاذ القرارات وتخفيف قبضة الوزارة عنها. ثالثًا: ليس كل من حمل شهادة جامعية في تخصّص الأدب واللغة أو ألّف كتابًا يكون بذلك صالحًا للعضوية العاملة في الأندية الأدبية فهناك أدباء ومثقفون لا يحملون شهادات جامعية ومع ذلك فإن إنتاجهم وفكرهم يُدرس في الجامعات. رابعًا: أن يُدرج في شروط العضوية العاملة المشاركة الفاعلة للعضو في أنشطة النادي المختلفة والحضور المستمر والمناقشة، إذ إن وضع الأندية الحالي يدل على وجود عزوف من الشباب والمثقفين عن دخولها، والشكر موصول لمنتدى الرواد بنادي أبها الأدبي الذي بعث أعضاؤه الدفء في جنبات النادي لساعات معدودة من النهار.