صورة معبرة عن حال الأدب والثقافة في بلادنا! كم هي مسكينة هذه الثقافة وشقيقها الأدب! لقطة بدون رتوش نشرتها المدينة (28 صفر) للجمهور الذي حضر محاضرة الدكتور/ سعد البازعي عضو مجلس الشورى ورئيس نادي الرياض الأدبي سابقاً. المحاضرة كانت في النادي نفسه، وفي الصورة عددت 14 شخصاً، ولا أظن إجمالي العدد يتجاوز 30 من الذكور لأن الصف الثاني خال بامتياز. السبب الأهم من وجهة نظري هو بدعة إنشاء هذه النوادي التي حصرنا الأدب والثقافة فيها، وكأنها الوكيل الحصري لمحاضرات ونشاطات وإبداعات الأدباء والمثقفين. هذه الأندية تتعامل أولاً مع النخبة، وحُق لها، فهي أندية للنخبة، بمعنى أنها لن تستضيف أديباً مغموراً حتى لو بدت عليه ملامح إبداع مستقبلي، ولن تستضيف شاباً وضع لتوه قدمه الأولى على سلم ما يحسبه النادي أو يصنفه أدباً أو ثقافة. في بلاد العالم الفسيحة الطليقة ثمة مكان كبير بارز يعرفه الجميع، هو الذي يستضيف الأنشطة الثقافية والأدبية والشعرية والسياسية وغيرها لأنه الأحق بها، ولأنه المكان المناسب لها. هذا المكان اسمه (الجامعة).. الجامعة هي محضن الورقة والقلم، والشعر والأدب، والكلمة والفكرة والرأي والرأي الآخر.. هي التي ترعى الموهبة الأولى، وتحمي البذرة اليانعة. وهي التي تعطي الفرصة للفكرة الجانحة والفكرة المبدعة والفكرة الجريئة. وكثير من الإبداع وُلد من رحم أفكار بسيطة لأناس بسطاء. اسألوا أي شاب في عرض الطريق: أين طريق الجامعة؟ وسيدلك بلا تردد! ثم اسألوه: أين النادي الثقافي الأدبي؟ وسيعتذر بلطف إن كان مثقفاً، أو سيرد عليك السؤال سؤالاً: ماذا تقصد؟ في الغرب لا يعرفون سوى الجامعات لاستضافة المتحدثين العامين أمثال الأدباء والكتّاب ورجال السياسة والاقتصاد والفن والمسرح. وفي الغرب يدفع الجمهور رسوم حضور هذه المناسبات، وفي أغلب الحالات تُباع التذاكر في أول أيام طرحها للبيع، في حين تعلن نوادينا الموقرة دخولاً بالمجان وعشاء فاخراً بالمجان، ومع ذلك فعدد الحضور أقل من متواضع. نوادينا اليوم لا يشارك في أنشطتها غالباً إلاّ نخبة النخبة.. أعضاء مجلس الإدارة وآخرون يُعدّون على الأصابع!! [email protected]