بين استاذ الطب النبوي الدكتور محمد عبدالفتاح أن الحناء شجرة ورقها على أغصانها وهي شبيهة بورق الزيتون غير أنها أوسع وألين وأشد خضرة. ولها زهر أبيض شبيه بالأشنة طيب الرائحة. وبذره أسود. وفيما روي عن أنس رضي الله عنه قال: اختضب أبو بكر بالحناء والكتم (الكتم نبات من اليمن يصبغ بلون أسود إلى الحمرة)، وعن أبي ذر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إنّ أحسن ما غيرتم به الشيب الحناء والكتم"، وقد كان لا يصيب النبي صلى الله عليه وسلم قرحة ولا شوكة إلا وضع عليها الحناء. و عن عثمان بن وهب قال: دخلت علي أم سلمة فأخرجت لنا شعرًا من شعر النبي صلى الله عليه وسلم مخضوبًا. وأكد عبدالفتاح أن الحناء عرفت منذ القدم فقد استعملها الفراعنة في أغراض شتى إذ صنعوا من مسحوق أوراقها معجونة لتخضيب الأيدي وصباغة الشعر وعلاج الجروح، كما وجد كثير من المومياء الفرعونية مخضبة بالحناء، واتخذوا عطرًا من أزهارها. ولها نوع من القدسية عند كثير من الشعوب الإسلامية إذ يستعملونها في التجميل بفضل صفاتها الممتازة فتخضب بمعجونها الأيدي والأقدام والشعر، كما يفرشون بها القبور تحت موتاهم. أبان عبدالفتاح أن نبات الحناء يستعمل كغرغرة لعلاج قروح الفم واللثة واللسان وآلام الحلق، ويجب عدم بلع مسحوق الحناء او المحلول الذي يحضر من نبات الحناء لتأثيره الضار على الجهاز الهضمي والجهاز الدموي. وعجينة الحناء اذا وضعت على الشعر تقويه وتعطيه نضارة وجمالا، ووضع عجينة الحناء على الرأس يفيد في حالة ضربة الشمس والصداع وخاصة اذا اضيف للعجينة ملعقة من خل التفاح ووضع عجينة الحناء على الرأس قد يفيد في حالة القشرة التي غالبا تكون على شعر الرأس وتستعمل عجينة الحناء كذلك من الخارج في الامراض الجلدية والفطرية. وقد كان للحناء مكانتها المرموقة عند أطبائنا المسلمين. فقد ذكر ابن القيم أن: الحناء محلل نافع من حرق النار، وإذا مضغ نفع من قروح الفم والسلاق العارض فيه ويبرئ من القلاع. والضماد فيه ينفع من الأورام الحارة الملتهبة. وإذا ألزقت به الأظافر معجونًا حسنها ونفعها، وهو ينبت الشعر ويقويه وينفع من النفاطات والبثور العارضة في الساقين وسائر البدن.