قبل ستة أشهر، قدَّم الاتحاد السعودي السابق لكرة القدم، مشكورًا، استقالته، مربوطة باعتذاره للجماهير الرياضية السعودية عن نتائج المنتخبات السعودية مؤخرًا؛ رغم أن الاتحاد سعى بكل جدية ومهنية لتوفير كل ما يلزم للمنتخبات، خاصة المنتخب الأول، من جهاز فني عالمي ذي مستوى عالٍ وإدارة متكاملة للمنتخبات، وتهيئة معسكرات، وإعداد برامج مميزة لجميع المستويات. اليوم مع خروج المنتخب السعودي المبكر من كأس الخليج 21، تحت مظلة الاتحاد السعودي الجديد المنتخب، يبدو أن مشكلتنا مع المنتخب السعودي ليست مع الإدارة العليا، وليست في جهازنا الفني، وليست في توفير مبالغ مالية ضخمة للمدربين العالميين، بقدر ما هي مشكلة فكرية، سببها فقدان القيادة التحفيزية لمنتخب منهك من خسائر مزمنة. فيما يخص المدرب، الذي يفتقد أبسط مبادئ الحوافز، ماذا يقدم؟! فقد أعلن الرئيس العام لرعاية الشباب عن استعداده للتكفل بتحمل تكاليف الشرط الجزائي بعقد الهولندي فرانك ريكارد، إذا أراد اتحاد الكرة السعودي فسخ العقد. ويُقال إن عقد ريكارد ليست فيه شروطًا جزائية، لأنه عندما تعاقد الاتحاد السعودي لكرة القدم معه، كانت مدة العقد ثلاث سنوات، اشترط تسلم كامل المكافأة عند التوقيع، حتى لا يُقال مبكرًا ويخسر، فلو صدقت هذه الرواية، يعني في السنوات الثلاث الأولى فاز المنتخب أم لا، شأن لا يخص المدرب. سبق لريكارد، الذي يتردد أن راتبه يصل 8 ملايين ريال شهريًا، قام بتدريب أندية روتردام الهولندي، وبرشلونة الإسباني، وسراي التركي، وقاد برشلونة للفوز بلقب دوري أبطال أوروبا في 2006 بالإضافة إلى لقب الدوري الإسباني في 2005 و2006، يعني لا أحد يُشكِّك في قدراته، بل مشكلته معنا ليست في خبرته بل في انعدام الحافز الداخلي لديه للعطاء. بالمقابل اللاعب السعودي المحبط فكريًا، من سلسلة الهزائم، يحتاج لمدرب قيادي يعيد الثقة له، ويعطيه الأمل بالفوز، ويؤثر عليه بالتشجيع، فكيف يتسنى ذلك لريكارد وهو أولًا لا يتكلم لغتهم، وثانيًا فاقد الشيء لا يُعطيه، وفقدان الحوار بين المدرب واللاعب تجعل لغة التفاهم مفقودة، وتجعل هناك عُزلة وفجوة بين المدرب واللاعب لا تصب في صالح القيادة التحفيزية المطلوبة لمنتخب منهك.