أنْ يختفيَ مشروعُ مستشفى محافظة بَنِي ظِبْيَان، في أرضٍ تبرّعَ بها الأهالي (أكثر من 49 ألفَ مترٍ مُرَبّع) قضية تبعثُ على التساؤل والأسى، والأدْهَى والأمَرُّ أنْ يكون الاختفاءُ بعدَ « قرار وزير الصحة باعتماده ضمن مشروعات عام 1427/1428ه»(صحيفة المدينةالمنورة، 11 جمادى الآخرة 1433ه، ص 10) وظل أهالي محافظة بني ظبيان « أكثرَ من ثلاثة عشر عاما يطالبون بإنشاء المستشفى، لخدمة ما يزيد عن 24 قرية يقطِن فيها 43 ألف نسمة» فيما قالت الشؤون الصحة بمنطقة الباحة:» إن المشروع لم يُدْرَج ضمن مشروعات وزارة الصحة». اختفاء أيِّ مشروع تنموي، ضربة مُوجِعة ضد تطور أيِّ مجتمع، والوقاية منه هو العلاج الأنجع والأضمن، وشروطُ الوقاية تصحيح الأوضاع، والبحثُ عن مكامن الخلل، الذي يزداد رسوخا، إذا لم يُجْتَثْ مِن جُذُوره، وفي هكذا أجواء، تختلط الأوراق، والمَغْبُون هو المواطن الذي كفلتْ له الدولةُ حقّه في الرعاية الصحية، وعجزتْ عنها بعض الإدارات الصحية، والمواطِن لا يبلغ قمّة إبداعاته، إلا حين يطمئن إلى سلامة عقله، وجسده. ثلاثة مواطنين من محافظة بني ظبيان هم: خضر بن سعيد الخضر، ومحمد بروم، وعبد الله صالح عباس، أوضحوا أنّه « تعاقَبَ على الشؤون الصحية في مِنْطِقة الباحة أكثرُ من مدير، وكلما أتى مدير أَمّلْنَا خيرا، وبعد أن صدر القرار عام 1427ه لم ينفذ المشروع، وأصبح حِلْمَاً صعْبَ المنال، في ظل التأخير والتسويف، والمراكز الصحية الحكومية الموجودة، لا تفي بالغرض المطلوب، ولا تؤدي الدّوْر العلاجي المطلوبَ للمريض، كما هو المستشفى». يتوخّى الناس من الجهة المعنيّة بالصحة، أن تنظر نظرة شاملة وواقعية، على المتغيرات والمستجِدّات على الساحة الصحية المحلية، وما يحيط بها من متغيرات، ومستجِدّات على الساحة الصحية العالمية، واختفاء بعض المشروعات الصحية، ينبغي أن يخضع لعملية تحليلية مُعَمّقة ومُكثّفة، والسؤال الذي يفرض نفْسَه بإلحاح: إذا كان واقعُ أداءِ وِزارة الصحة يفرض إشكاليات، أفلا يجدر بها أن تؤسس واقعاً صحياً جديداً، بمعنى أنْ يجدَ هذا الواقع أسسَه ومبرراتِ وجودِه، فيما رصدَتْهُ الدولةُ من أموال للقطاع الصحي ؟. (*) فاكس: 014543856 ، بريد إلكتروني BADR8440 @YAHOO.COM [email protected]