ما تراه العائد وراء عشرات الفعاليات المهنية، التي يُقال إنها مصممة لتوظيف أكبر عدد من الباحثين عن عمل، خاصة خريجي الجامعات (الطازة)، أو الذين هم على وشك التخرج؟ الأصل في هذه الفكرة أن تتعرف القطاعات العامة والخاصة على ما لدى مؤسسات التعليم العالي وغيرها من تخصصات متاحة، وكذلك العكس أن يتعرف خريجو الجامعات على أنشطة الجهات المشاركة الاقتصادية والخدمية، وأحجامها في السوق كبرا وجودة وسمعة. هذه الفعاليات تقدم المعلومة مباشرة للطرفين، لكنها في الغالب ذات اتجاه واحد. الذي يحدث حالياً هو استئجار مؤسسة القطاع الخاص لمساحة معينة فيها طاولات وبانارات وعليها مطويات ودعايات، وربما عرضت شريط فيديو يتضمن شيئاً من المعلومات. وفي ساعة الافتتاح يمر المسؤول ليقص الشريط ويمر على المربعات والطاولات، وتُلتقط الصور التذكارية مع تصريحات مدوية مكرورة على قدّ المقاس، وغالبا ما تتضمن شعارات ومزاعم عن الجودة التعليمية والتفوق البحثي، ثم ينتهي كل شيء في اليوم التالي أو الذي يليه. عملية غدت مملة! طاولات عليها موظفون، وخريجون عليهم يمرون ويتهامسون. والمحصلة تراجع القناعات بجدوى مثل هذه المناسبات التي لا توظف إلاّ النادر من المتفوق النادر! أمنيتي..أن تتضمن هذه الأيام المملة نوعا من التجديد والتحديث! لماذا لا توضح المؤسسة التعليمية في المقابل أهم نقاط القوة في برامجها الأكاديمية؟ ولماذا لا تستعرض برامج التدريب التي تتضمنها برامجها (القوية)؟ ولماذا لا يشارك بعض خريجيها الناجحين (سواء كانوا موظفين أو رجال أعمال عصاميين ومبادرين) في ندوة أو محاضرة أثناء المناسبة؟ لماذا لا يكون لهؤلاء ركن (بوث) يقفون فيه ليقدموا لأقرانهم الجدد بعض الأفكار والاقتراحات التي صنعت أو تصنع النجاح؟ لماذا لا تسمع مؤسسات القطاع الخاص عن قصص النجاح التي عاشها خريجو هذه المؤسسة التعليمية أو تلك؟ أما مانشيتات النجاح الباهر وإكليشات توظيف المئات والألوف، فلم تعد (تنطلي) ولن تنطلي، ذلك أن المؤسسة الذكية لن توظف أحدا من خلال كاونتر في معرض، وإنما للتوظيف أسس ومعايير وآليات لا بد من الالتزام لها والبدء بها. [email protected] [email protected]