وهذا هو الدليل المليون على أن تعليمنا في (أزمة).. أزمة في النوعية وفي الجودة وفي المخرجات التي لا تعكس الحقيقة جلية واضحة، بل مشوشة مهزوزة. وهذا هو الأمير الدكتور فيصل المشاري رئيس المركز الوطني للقياس والتقويم يذكر للشرق الأوسط (13 مارس) أن 1% فقط يحققون أكثر من 90% في اختبارات القياس، أي ما بين 5000 إلى 7000 طالب من كامل عدد الطلاب المتقدمين لهذه الاختبارات. وحسب الأمير فإن ذلك قد يكون طبيعياً (مع أنه بالنسبة لي ليس كذلك إذ الذين يحصلون على أكثر من 90% في الثانوية العامة قد يزيدون عن 25%)، لكن المعضلة التي يراها الأمير هو أن أكثرية هؤلاء المتفوقين في اختبارات القياس غير سعوديين. وهكذا زاد الطين بلة، والعجب عجباً إذ يستغرب الأمير كيف يدرس هؤلاء غير السعوديين مع نظرائهم السعوديين المنهج نفسه ومن قبل المعلم نفسه. لكن الفارق الذي يراه هو غياب الجدية عند الطالب السعودي الذي يُستدرك شكليا عن طريق تضخيم الدرجات (أو نفخها)، فيبدو الطالب السعودي في المجمل منافساً قوياً لغير السعودي في الثانوية العامة، في حين يتضح الفارق بجلاء في اختبارات القياس التي لا محل فيها للمجاملة أو (النفخ). ومن التعليم العام تنتقل العدوى إلى التعليم الجامعي، إذ يوضح المدير الأمير أن نسبة الإخفاق عالية في اختبارات الكفاية للمتقدمين على وظيفة معلم في بعض التخصصات المهمة مثل الرياضيات والعلوم، مما يضطر الوزارة بحكم الحاجة إلى التعاقد مع ذلك الخريج (الضعيف) بشكل غير رسمي حتى يتمكن من تطوير قدراته واسترجاع معلوماته تمهيداً لاجتياز اختبار قياس الكفاءة. وعليه أحسب أن لدى المركز الوطني للقياس والتقويم حصيلة هائلة من المعلومات التي يمكن استخدامها كمؤشرات للجودة التعليمية، ومع ذلك فلا يبدو أن لدى المؤسسات التعليمية المعنية رغبة جادة في الاستفادة منها حتى تضع يدها على مكامن الخلل ومواقع (التضخم) فتعالجها بشفافية ووضوح، ليكون مستوى خريجيها فعلاً أحد أهم المؤشرات التي تفاخر بها وتعتز بنجاحاتها. أقول قولي هذا لمن يهمه الأمر، واستغفر الله!! [email protected]