ﺃكد الدكتور محمد الأحمد ﺃستاذ الإعلام وكيل كلية الآداب بجامعة الملك سعود ﺃنه "عند الحديث عن ﺃي موضوع إعلامي فلا بد من تسليط الضوء على عدة ﺃوجه، من ﺃهمها الرسالة الإعلامية التي تحملها تلك المؤسسة، ثم ماهية الوسيلة التي تستخدمها، والجمهور المستهدف ﺃو المستقبل لهذه الوسيلة الإعلامية، وعند الحديث عن موضوع مهم كهذا من الصعوبة بمكان ﺃن نجمع ﺃطرافه، ولكن بالتأكيد ﺃن الوسائل الإعلامية المختلفة سواء المقروءة ﺃو المسموعة ﺃو المرئية خصوصا الإعلام الإخباري ﺃو السياسي إن جاز التعبير نجد ﺃنها إلى حد ما تعاطت كما يجﺐ مع القضية"، ويضيف الأحمد: "في رﺃيي ﺃنها قامت بدور كبير في إثارة الرﺃي العام المحلي ﺃو العربي وتوضيح الصورة للمشاهد بما يحدث الآن على الهواء مباشرة في هذا الجزء الغالي من الوطن العربي، وهناك الكثير من الإيجابيات التي قدمها لنا الإعلام بكافة ﺃشكاله من إظهار الصورة الحقيقية للمعتدي الصهيوني؛ ما ﺃدى إلى التفاعل مع الحملات الشعبية التي انطلقت في ﺃرجاء الوطن العربي، خصوصا في السعودية، كحملات التبرعات وغيرها"، ويزيد بالقول: "لا نغفل بعض الجوانﺐ السلبية التي تحدث من بعض القنوات من عدم تحريها الدقة والحقيقة في تناولها بعض الأخبار وتقديمها للمشاهد على ﺃنها حقائق وﺃرقام دقيقة، مع ﺃن الواقع يعكس خلاف ذلك؛ ما جعل المتابع يستشعر وجود نوع من الخلل في المصداقية". ووضع الدكتور الأحمد الكرة في ملعﺐ الوسائل الإعلامية المختلفة من خلال حديثه عن مدى توافر التقنية وكونها في صف الإعلامي، لتحثه على بذل مزيد من الجهد والعطاء لتقديم صورة مختلفة عما هو مألوف، وﺃخذ على الإعلام العربي ﺃنه ضعيف في المعلومات التاريخية التي يقدمها للمشاهد بل يتمثل ضعفه الأكبر في الربط بين المعلومات خاصة التاريخية منها مع الحديث والمستجد؛ ما يجعل المتابع لهذه الوسيلة ﺃو تلك يجد صعوبة كبيرة في استدرار المعلومات؛ ومن ثم يحاول جاهدا الربط بينها. وحول وجود وسائل إعلامية (غارقة في العسل) ولم تتحرك ولو بوضع صورة معبرة، اعتبر الدكتور الأحمد ﺃن "هذا ليس بمستغرب من وجود قنوات لا تبالي بما يحصل؛ لأن هذه القنوات هناك تشكيك في مدى شرعية ما تمارسه من نشاط إعلامي؛ ومن ثم نحن لا نطالبها بشيء هو لا يوافق سياستها الإعلامية، ووفي رﺃيي ﺃننا في غنى عنها وعن جهودها"، وعدّ الدكتور الأحمد ﺃن "الاستنفار غير العادي الذي يطالﺐ البعض بتطبيقه على الوسائل الإعلامية بشكل عام ليس منطقيا؛ لأن العالم الإسلامي بكل بساطة يمثل مأساة طول الوقت بغض النظر عن ﺃحداث غزة، ونحن على هذا نطالﺐ بحالة استنفار متواصلة، ولكن الأهم هو ماذا سنقدم للمتابع العربي"؟ ، وﺃظهر احترامه للتخصص الإعلامي الذي تمارسه المؤسسة والذي يحدد النسبة المفترضة لما تقدمه لمتابعيها، مستبعدا ﺃن يطالﺐ الوسائل المتخصصة في الشعر مثلا ﺃو الرياضة بأن تقوم بشيء من هذا؛ لأن هناك وسائل ﺃخرى يقصدها من يريد وتلبي الحاجة. من جهته، يرى الدكتور محمد بن مفلح عضو هيئة التدريس بجامعة الملك سعود ﺃن الإعلام بمصادره المختلفة المقروءة والمسموعة والمرئية من المفترض ﺃن يكون انعكاسا لما يدور في المجتمع من قضايا وﺃحداث، كما ﺃن للإعلام رسالة سامية متمثلة في توعية الناس وتوصيل الحقيقة إليهم من غير تزييف ﺃو تضليل وتقديم البرامج التي تناقش وتبحث القضايا والمشكلات التي تهم ﺃفراد المجتمع وتسهم في تقديم حلول لها. ويضيف: "لا شك ﺃن ما يحدث للأشقاء الفلسطينيين في غزة من جراء الاعتداء الإسرائيلي الغاشم له وقع مؤلم ومحزن في النفوس في العالم الإسلامي والعالم ﺃجمع؛ فما يحدث الآن من قتل وترويع لإخواننا في فلسطين خارج عن الأطر الإنسانية الفطرية التي ترفض قتل مدنيين عزل لا حول لهم ولا قوة.. من هنا كان اهتمام الإعلام العربي والمحلي بهذا الحدث ومتابعته بنقل الخبر من موقعه وعرض ما يصدر حوله من قرارات دولية وعربية وتحليلات إخبارية". وﺃوضح ابن مفلح ﺃن "الإعلام المحلي يمارس دوره المتميز في تغطية ﺃحداث غزة بصورة تدل على مهنية عالية؛ حيث تتصدر ﺃخبار غزة الصفحات الأولى للصحف المحلية وتشكل موضوعا دائما لكتابنا الصحافيين وينطبق هذا على القنوات الإذاعية التي تتناول الموضوع في النشرات الإخبارية باستمرار"، وطرح اقتراحا على مسؤولي الإذاعات بأن "تكون هناك مقاطع صوتية بصورة مستمرة حول ﺃوضاع إخواننا في فلسطين وطرق المساعدة والوقوف إلى جانبهم؛ فطريقة الإعلانات التوعوية في الإذاعة معمول بها في بعض الإذاعات الأجنبية كإذاعة Radio-NPR وغيرها، لكن تغيﺐ عن إذاعاتنا مثل هذه الطريقة الجيدة، ﺃما بالنسبة إلى القنوات التلفزيونية فتتفاوت كثافة التغطية فيها بحسﺐ طبيعة المجال الإعلامي الذي تتناوله القناة؛ فأخبار غزة تشغل حيزا في القنوات الإخبارية ﺃكبر منه في القنوات الأخرى مثل القنوات المنوعة ﺃو الرياضية".