سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
تجويع الشعب السوري سياسة التجويع والحصار ومنع المواد الغذائية عن فئات من الشعب السوري كانت منهجا متبعاً لنظام الأسد في حربه على الشعب السوري منذ بداية الثورة السورية السلمية
الفظائع البشعة التي يرتكبها النظام السوري و جيشه الطائفي الأثيم ضد المدنيين العزل من أهل السنة بالشام كثيرة و دموية و يشيب لهول مشاهدها الولدان ، و لا يمكن أن يتصورها ذو فطرة سليمة. صور البعض منها مدعاة للاستغراب بادي الرأي حتى تتبين الأسباب ليبطل العجب. فكيف يمكن مثلاً تفسير استهداف المقاتلات النفاثة روسية الصنع لطوابير المواطنين المنتظمة أمام المخابز في العديد من المدن ذات الأغلبية السنية وهم ينتظمون في صفوف طويلة أمام المخابز للحصول على ما يقيم الأود من الخبز ، وكأن نظام المجرم بشار الأسد يخير أولئك المدنيين العزل بين الموت البطيء جوعاً أو مواجهة الموت السريع بآلته العسكرية ، و المتتبع لتلك الصورة و شبيهاتها من الجرائم ضد البشرية يرى فيها سياسة ممنهجة لتجويع الشعب السوري لتركيعه ليتنازل عن ثورته ، لكن هيهات بعد أن قتل من السوريين زهاء 40.000 شهيد حسب آخر الإحصاءات. بل يتبين إن سياسة التجويع والحصار ومنع المواد الغذائية عن فئات من الشعب السوري كانت منهجا متبعاً لنظام الأسد في حربه على الشعب السوري منذ بداية الثورة السورية السلمية منذ اندلاعها في درعا على مدى قرابة السنتين الماضية ، و قد قامت المنظمة العالمية لحقوق الإنسان برصد و توثيق تلك السياسة في تقرير صدر لها مؤخراً ، فعدد قتلى طوابير المخابز أصبح حافلا بعشرات بل مئات القتلى كان كل ذنبهم هو اصطفافهم أمام المخابز التي تعودوا شراء الخبز منها في احيائهم أو حيث ألقت به أحداث التشرد في داخل سوريا ، فحرب «المخابز» تكررت في غالبية المدن السورية كمثل الاتارب و الرستن في حمص و إدلب و في طفس و في درعا ، كما قامت قوات «الأمن» بالاستيلاء على أفران الحميدية والحاضر في حماه ، مما أدى إلى ندرة وصول الطحين إلى المدن ، و بالطبع فإن أسعار الخبز في ظل كل تلك المحاذير الأمنية و قلة الدقيق و ارتفاع أسعار الوقود المستخدم في أفران الخبز حتى وصل سعر ربطة الخبز إلى زهاء 15 ريالا سعوديا أو 3 ريالات للرغيف الواحد رغم انقطاع الكثير من المواطنين عن العمل بسبب الظروف الأمنية القاهرة. في المقابل و في ظل هذا التجويع المتعمد و غيره من الممارسات الظالمة في الحد من وصول أنواع الأطعمة و الأغذية الى الشعب السوري الأبي يأتي عدم تمكين المزارعين من نقل المنتجات الزراعية من خضار و فواكه إلى الأسواق ، ويقوم الجيش الحر بأعمال تأمين وصول ما يتوفر من الدقيق إلى المخابز و تشغيلها ليلاً لكيلا لا تستهدفها طائرات النظام غير المزودة بأجهزة الرؤية الليلية ، أو إنشاء مخابز سرية. ما يسمى بالمجتمع الدولي شريك للنظام في هذا الإجرام الجاري من قتل و تجويع في حق أهلنا في الشام ، لأنه أدرك أن سوريا ما بعد بشار ستتحول إلى ما يشبه الدولة الإسلامية الأمر الذي وصفته إسرائيل بأنها ستصبح في وسط بحيرة إسلامية معادية ، و هو ( أي المجتمع الدولي ) لا يزال يقود عن بعد الثورات المضادة في ليبيا و تونس و مصر فبادر في التبكير لإحباط ذلك المصير سلفاً في سوريا. الواجب على كل الدول العربية و المسلمة و شعوبها التدخل الإنساني لدعم الشعب السوري في محنته للحصول على الغذاء و الدواء و الماء فالحدود السورية مع تركيا و الأردن يمكن أن يستفاد منها في إيصال التبرعات لأهلنا في سوريا ، هذا ناهيك عن ما يشبه إجماع كل العسكريين على أن تلك الحرب الجائرة يمكن تقصير مداها بتزويد الجيش الحر بالصواريخ المحمولة على الأكتاف المضادة للمدرعات و للطائرات.