مثلما كان متوقعاً، عجز مجلس الأمن الدولي الذي عقد اجتماعاً وزارياً لمناقشة مأساة اللاجئين والمهجرين السوريين في التوصل إلى حل لمساعدة هؤلاء المحرومين من أبسط متطلبات العيش الكريم، بعد أن أجبرتهم جرائم ومجازر نظام بشار الأسد على ترك منازلهم ومدنهم والتشرد في مدن أخرى واللجوء إلى خارج وطنهم. لم يحصل السوريون من المؤتمر الوزاري سوى كلمات التعاطف، ومبلغ 300 مليون جنيه إسترليني من بريطانيا لمساعدتهم، ولا يُعرف كيف يُصرف هذا المبلغ، هل يسلم للأمم المتحدة ليدخل في سلسلة الإجراءات البيروقراطية أو يُعطى للمعارضة المتشتتة والتي أصبحت كدكاكين الثورة الفلسطينية كل دكان يتبع دولة..!! ماذا ينتظر المجتمع الدولي بعد أن وصلت الوقاحة لدى نظام بشار الأسد إلى مهاجمة طوابير المواطنين السوريين عند المخابز للحصول على الخبز بالطائرات وليحصلوا على القذائف والقتل بدلاً من الرغيف والخبز..!! هل تبلد الضمير الإنساني إلى هذا الحد، شعب يُقصف بالطائرات لمنعه من إشباع البطون الفارغة وحرمانه حتى من رغيف الخبز. العالم يعلم ويشاهد يومياً الجرائم التي يرتكبها نظام بشار الأسد، ومع هذا لم يحرك ساكناً، بل يتبارى حلفاء النظام الشرير في دعمه بالمال والسلاح والمقاتلين.. روسيا تقدم السلاح وإيران المقاتلين والعراق الأموال، فيما يعجز أصدقاء الشعب السوري من تقديم حتى المساعدات والإغاثة الإنساية لشعب يبحث عن ملجأ يهرب إليه من مجازر بشار الأسد. تركيا التي ازدحمت عندها مخيمات الإيواء باللاجئين والتي تتوقع أن تتجاوز المائتين ألف لاجئ بعد أيام قليلة لم تعد قادرة على استقبال المزيد، وكذلك الأردن الذي رغم توسعه في إقامة معسكرات الاستقبال إلا أن إمكانات البلد الاقتصادية لا يمكن أن تستوعب ما يتوجه إليه من لاجئين، أما لبنان فلا تزال الجهود مقصورة على المواطنين اللبنانيين في ظل تقاعس بل وعرقلة واضحة من قبل الحكومة اللبنانية التي يديرها حزب حسن نصر الله، فيما يفتح عراق نوري المالكي أجواءه عند الحدود لطائرات بشار الأسد لتقصف أبو كمال وتغلق الحدود وتستدعي قوات الأمن لمنع اللاجئين السوريين الذين منعوا من مساعدة أشقائهم العراقيين الذين أرادوا رد الجميل لمن استضافوهم إبان محنة العراقيين وقت الغزو الأمريكي، وهو ما حرمهم منه نوري المالكي الذي كان لاجئاً عند السوريين..!! مأساة ستظل تكبر وتتعاظم ما لم تتخذ الأسرة الدولية قراراً شجاعاً وإنسانياً لتمكين السوريين في إقامة أماكن آمنة داخل أراضيهم في شمال سوريا عند الحدود التركية وفي جنوب سوريا عند الحدود مع الأردن وأن تؤمن للمنطقتين العازلتين الحماية ويحظر الطيران العسكري فوقهما، مع توجيه المساعدات للاجئين الذين تضمهما هاتين المنطقتين. الحل واضح ولا يحتاج إلا إلى قرار من مجلس الأمن الدولي العاجز تماماً من اتخاذ هذه الخطوة ذات الطابع الإنساني بسبب المعارضة الروسية والصينية الذين لا يرحمون ولا يتركون الآخرين يرحمون المظلومين. [email protected]