ضربت أسرة آل راضي من قرية رغدان في منطقة الباحة أروع الأمثلة في العفو والتسامح ابتهاجًا بشفاء خادم الحرمين الشريفين وإهداء له، حيث أعلن والد القتيل محمد سعيد راضي الغامدي وأعمامه عن تنازلهم لوجه الله تعالى عن قاتل ابنهم الشاب محمد عبدالله سابي الذي يقبع خلف قضبان السجن في مدينة الباحة، انتظارًا لتنفيذ حد القصاص فيه، والذي تقرر يوم الاثنين المقبل. إلا أن أسرة آل راضي أبت إلا أن يكون العفو لوجه الله تعالى هو أجل ما يمكن أن تقدمه للسجين. حدث ذلك بحضور أعضاء لجنة الاصلاح في الباحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن رقوش والشيخ علي بن محمد ملحة وأمين اللجنة عبدالرحمن بن عطية أبو رياح إضافة شيخ قبيلة بني خثيم الشيخ عبدالرحمن بن هاشم والدكتور أحمد بن عبدالله العماري ورجل الأعمال محمد بن عبدالله مله وعبدالله بن معيض سابي وعبدالله حلان وعدد من أعيان قرية رغدان وأقرباء القتيل. في منزل والد القتيل سعيد برغدان. وقد أعلن عبدالله عن تنازل أسرة آل راضي أمام اللجنة والحضور عن السجين «محمد» ابتغاء ما عند الله عز وجل، ثم بمناسبة شفاء خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز. وأجرى صاحب السمو الملكي الأمير مشاري بن سعود بن عبدالعزيز أمير منطقة الباحة اتصالا هاتفيا بوالد الفقيد وأعمامهم شكرهم على مبادرتهم الرائعة، مؤكدا سموه أن ما قاموا به من تنازل لوجه الله تعالى عن القاتل لهو أمر عظيم وعمل جليل سيلقون ثوابه عند الله عز وجل في الدنيا والآخرة سائلا الله العلي القدير أن يغفر لفقيدهم وأن يسكنه فسيح جناته وأن يبارك لهم في أولادهم وأسرهم. ثم اجرى وكيل إمارة المنطقة الدكتور حامد الشمري اتصالا بوالد وأعمام الفقيد شكرهم على تنازلهم عن القاتل ابتغاء ما عند الله عز وجل مبينا أن ذلك يعد من أجل الأعمال وأعظمها عند الله عز وجل داعيا الله أن يتغمد فقيدهم بواسع رحمته وان يسكنه فسيح جناته ويلهم اهله وذويه الصبر والسلوان وأن يبارك لهم في أولادهم واموالهم. عقب ذلك اتصل عم القتيل عبدالله بالسجين محمد في السجن وبشره بتنازل الجميع عنه، فيما قامت والدة القتيل بالاتصال بوالدة القاتل تهنئها بالعفو عن ابنها. واعرب عبدالله راضي عن شكره لله عز وجل أولا وآخرا الذي من عليهم بفضله أن تنازلوا عن الفقيد مؤكدا أن فرحته وجميع أفراد اسرته بشفاء خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز كان له دور بعد الله عز وجل في التنازل لوجه الله ابتغاء ما عند الله ومبينا أن هذا العفو إهداء لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز الذي يعتبر جزءا من هذا العفو وكذلك للأسرة المالكة ولجميع المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها. سائلا الله العلي القدير أن يغفر لابنهما ويرحمه ويسكنه فسيح جناته. فيما اعرب شيخ قبيلة بني خثيم عبدالرحمن بن هاشم عن سعادته البالغة بهذا العفو مؤكدا أن أسرة آل راضي من الأسر المشهود لهم بالخير في سابق الزمان ولاحقه مقدما شكره لسمو أمير المنطقة على متابعته واهتمامه بهذه القضية حتى كتب الله العفو للسجين كما شكر هاشم أعضاء لجنة الاصلاح وكل من سعى في هذه القضية بالإصلاح سائلا الله أن يجعل ذلك في موازين حسناتهم. أما محمد عبدالله ملة فيقول: إن هذه الليلة من اجمل الليالي في قرية رغدان والتي فيها تم الاعلان عن التنازل لوجه الله تعالى عن السجين محمد عبدالله سابي مبينا أن العفو من شيم الكرام، سائلا الله العلي القدير أن يغفر للفقيد وان يسكنه فسيح جناته وان يبارك في أسرة آل راضي ويجزل لهم الأجر والمثوبة. من جهتها أرسلت أم القتيل محمد سعيد راضي رسالة تهنئة لزوجها قالت فيها: «إن عمر الدنيا قصير وكنزها حقير والآخرة خير وأبقى فمن أصيب هنا كوفئ هناك ومن تعب هنا ارتاح هناك أما المتعلقون بالدنيا العاشقون لها الراكنون إليها فأشد ما على قلوبهم فوت حظوظهم منها وتنغيص راحتهم فيها لأنهم يرونها وحدها وينسون ما عند الله، فهنيئا لك أبا محمد يا من اخترت ما عند الله، هنيئا لك الرحمة التي أودعها رب العباد بقلبك، هنيئا لك ثواب موقفك النبيل فأنت لم تنقذ روحا واحدة بل أنقذت أرواحا كثيرة وكفكفت دموعًا غزيرة، تقف لك الرجال إجلالًا وإكبارًا. نسأل الله أن يغفر لميتك ويصلح ذريتك ويشرح بالك ويجبر قلبك ويحفظ مالك ويرعى عيالك ويحقق آمالك.