ثلاثة مواسم تصادف التقاءها في موعد واحد، وأضفت حراكاً غير عادي على حياة الناس هذه الأيام، حيث اجتمع كل من موسم الشتاء، والإجازة، وعيد الأضحى.. والمتردد على الأسواق هذه الأيام يشاهد عودة الحياة وحركة البيع والشراء بعد انكماش واضح مع بداية العام الدراسي الجديد. ويشكّل فصل الشتاء أحد المواسم الحميمية لدى غالبية الأسر، حيث تتعدد طقوسه المشتركة بين عامة الناس، خاصة ما يتعلق بالأجواء داخل المنزل وخارجه، وكذلك أنواع وأشكال الطعام التي تتفنن بها النساء؛ ولأجل كل ذلك وغيره يصبح التردد على الأسواق شغفاً لدى عشاق هذا الفصل، كما هو ضرورة عند البعض الآخر، حيث تتعدد المطالب والأهداف.. «الرياض» تجولت داخل عدد من الأسواق لاستطلاع ورصد الآراء حول موسم الشتاء هذا العام، خاصة ما يتعلق منها بالملابس الشتوية للجنسين. حركة بيع مستمرة بداية كانت جولتنا في أحد أشهر الأسواق التجارية التي يرتادها عادة مختلف طبقات المجتمع بمن فيهم ذوو الدخول المتوسطة والمحدودة؛ كونها تضم مختلف البضائع التي تحتاجها الأسرة بصفة عامة، وداخل محلات بيع الملابس الشتوية النسائية والتي تكتظ بالزبائن بشكل ملفت للنظر رغم عدم اشتداد البرد، التقينا السيد «محمد حسين السقاف» صاحب أحد محلات بيع الملابس النسائية، مفيداً أنه بدأ بعرض بضاعة الشتاء أمام الزبائن منذ أسبوع فقط، وقال:»إن الإقبال أكبر على الملابس الداخلية الشتوية والبيجامات والقمصان والجوارب وكذلك ملابس الأطفال»، مرجعاً ذلك إلى استعداد الناس للتخييم في البر، وكذلك السفر خلال الإجازة، مشيراً إلى أن موسم الشتاء يتضاعف دخل المحل أكثر من 70%، مؤكداً على أن الاقبال يكون مع أول موجة برد قادمة من الشمال!. أنواع الملابس وفي جانب آخر من السوق، تواجدنا في محل لبيع الملابس والمستلزمات الرجالية والتي تكتظ هي الأخرى بالزبائن رغم صغر المساحة؛ ويقول السيد «علي الكثيري» - بائع في المحل - إن السوق أخذت في الانتعاش هذه الأيام؛ بسبب بدء دخول الشتاء وتركيز الزبائن على شراء مستلزمات الشتاء، خاصة لأطفالهم، حيث التركيز على الثياب والدقلات الشتوية والصدريات المطعمة بخيوط ذهبية، ومن ذلك أيضاً شراء الشمغ الكشميرية التي تتفاوت أسعارها من 50 إلى 500 ريال، وتصل في محلات أخرى إلى 2000 ريال، بالإضافة للعقل والبالطوات النسائية وغيرها من البضائع، مشيراً إلى أن أكثر زبائنه من الشباب والنساء اللواتي غالباً ما يترددن على المحلات لشراء مستلزمات أطفالهن، خاصة في مواسم كالشتاء والأعياد باعتبارهن أكثر دقة في اختيار الملابس، وأكثر حرصاً على تجانس ألوانها وأشكالها. غلاء الأسعار وعلى الرغم من الاقبال الملحوظ إلاّ أن الامر لم يخلُ من تبرم وضيق المتسوقين بارتفاع الاسعار، حيث اشتكت السيدة «أم عبدالرحمن» من غلاء أسعار الملابس الشتوية، وقالت:»إنها لم تعد في متناول البسطاء من الناس رغم أن السوق يفترض أن يضم مختلف البضائع»، فيما أشارت السيدة «رضوى عبدالمتجلي» إلى أنها خفضت نسبة مشترواتها هذا العام كثيراً عما اعتادت عليه سنوياً، وقالت:»عندي أربعة أبناء واعتدت أن اشتري كسوة شتوية معتبرة كل عام، حيث لا تقل عن ثلاثة أطقم داخلية وخارجية لكل منهم إلاّ أنني هذا العام اكتفيت بطقمين لكل منهما، ولم اشتر لنفسي مكتفية بما عندي من العام الماضي، أما زوجي فقد اشتريت له أطقم داخلية فقط، فالأسعار في ارتفاع وما كان ثمنه العام الماضي خمسين ريالاً تعدى ثمنه الثمانين هذا العام، أما ملابس الخروج ففي أسعارها مبالغات غير منطقية أبداً.. موسم التخفيضات بعد ذلك اتجهنا بجولتنا إلى المراكز التجارية الأكثر فخامة، والأغلى سعراً؛ لنجدها هي الأخرى تكتظ بالرواد أغلبيتهم من الطبقات الغنية، وداخل أحد تلك المحلات فوجئنا بالإقبال الكبير على البضائع المخفضة، ومنها الجاكيتات والبالطوات والفساتين النسائية المخفضة بنسبة تصل إلى 70%. تقول «أم بدر» استثمر كثيراً أوقات التخفيضات؛ لشراء ملابس بقيمة تتراوح بين 1000 إلى 1500 ريال، مشيرة إلى أن الملابس الشتوية غالباً ما تكون مرتفعة السعر خاصة للماركات؛ لذلك يصل ما تصرفه بدون التخفيضات ضعف هذا المبلغ. ويعلق «أيمن عبد الرؤوف» بائع في المحل أن موسم الشتاء موسم هام يزدهر بكثرة الزبائن، ونظراً لارتفاع الأسعار لهذه البضائع؛ فإن المحل يحتفظ بقائمة كبيرة تضم أسماء زبائن دائمين، وفي حالة وجود التخفيضات أو نزول البضائع الجديدة نقوم بالاتصال بهم، وهذا هو سبب ازدحام المحل، إلى جانب أن المجال مفتوح لإرجاع البضاعة خلال ثلاثة أيام أو استبدالها، بينما الأكثر تفضيلاً لهم هو شراء الجاكيتات والبالطوات التي غالباً ما تختفي مع أول الأيام إذ تكون أسعارها مشجعة بالنسبة لهم، خاصة وأنها ماركات عالمية أما الأسعار فهي تبدأ من 500 لتصل حتى 3000 ريال قبل الخصم. ماركات للشباب وفي نفس السوق داخل إحدى محلات الملابس الرجالية الراقية، التقينا بمدير المحل السيد «محمد عارف» للتعرف على حركة البيع والبضائع الشتوية، حيث وصف هذا الموسم بأنه قصير جداً ومفاجئ بتقلباته؛ لذلك لا يزال هناك أنواع من البضائع لم يتم عرضها، بينما أصبحت الشركات الكبيرة أكثر تنويعاً وتغييراً لبضائعها في كل موسم بما في ذلك الشتاء، وهذا هو مصدر إقبال الزبائن، حيث تجد ضالتها في كل مرة تنزل فيها بضائع جديدة، مشيراً إلى أن الإقبال حالياً لا يتجاوز 10%، وترتفع هذه النسبة مع مرور الوقت، أما الزبائن الدائمين فهم من فئة الشباب ممن يبحثون عن التميز والماركات العالمية، وخصوصاً في «الجاكيتات» و»المعاطف» والدقلات.