خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -حفظه الله- يُوجِّه بإنشاء مدينتين طبيتين لوزارة الداخلية، الأولى بالرياض، والثانية في جدة، ونتمنى ونتعشَّم أن تكون الثالثة في درة المدائن المدينةالمنورة..! وما يُؤلمنا -نحن أهالي المدينةالمنورة- أن الوضع الصحي فيها يفتقد إلى الخدمات والعناية الصحية الراقية، ناهيك عن عدم استيعاب المستشفيات للمرضى بسبب قلة الأسرّة، بخلاف أن البنية التحتية للمستشفيات مُتهالكة وقد أكل عليها الزمن وشرب؟! نقول ذلك رغم اجتهادات وتفاني مدير الشؤون الصحية بالمدينة الدكتور عبدالله الطايفي في العمل، حتى أنه يصل ليله بنهاره؟! لكن ماذا بيد هذا المدير الطموح أن يفعل؟! لقد بذل الكثير من المجهودات، وسعى بين المدينة والرياض ينشد إصلاح ما خرّبه الدهر في مستشفيات المدينة؟! وللتنويه، لا يوجد في طيبة مستشفيات تخصصية عاملة إلى تاريخه؟! وكل ما فيها مستشفى الملك فهد ومستشفى الأنصار المعروفان بقدمهما وتهالكهما وقلة أسرّتهما -كما ذكرنا- وقد أصبحا عجوزين لا يُؤديان واجبهما على الوجه المطلوب، ورغم التجديدات والتحسينات التي طرأت عليهما فإنها لا تُقدِّم شيئًا ولا تؤخِّر.. وقد كتبت عدة مقالات سابقة حول هذا الموضوع، ولا تجاوب؟! الوضع الصحي الحالي لمستشفيات المدينة غير مقبول، فالمدينة لا تخلو من الأعداد الهائلة من الحجاج والمعتمرين والزائرين على مدار العام، وقد يصل عددهم إلى أكثر من ثمانية ملايين حاج ومعتمر وزائر سنويًا، ناهيك عن سكان المدينة الذين تضاعفوا في الكم والعدد بسبب التوسع العمراني، والحال الصحي كما هو منذ أكثر من أربعين عامًا تقريبًا؟! الصحة هي باب الحياة، وعدم إعطائها الأولوية ينعكس سلبًا على صحة المواطنين؟! البعض يقول: إن هناك مستشفيات قادمة تحت الإنشاء، ونرد على هؤلاء بأن هذا الكلام نسمعه منذ زمن، ولا نرى جديدًا، وعلى كل حال كثافة السكان وتضاعفهم وتوسع المدينة -كما ذكرنا سلفًا- سوف يتطلب المزيد من المستشفيات والمدن الصحية العملاقة، فهي مركز لا يستهان به لخدمة معظم مدن وقرى وهجر ومراكز الشمال والشمال الشرقي من المملكة المترامية الأطراف..! لذلك تنتظر هذه المدينة المقدسة الحل الجذري والسريع لمشكلاتها الصحية، والمشروعات التي تسير سير السلحفاة في إنشاءاتها وتنفيذها! فالتأخير يزيد الحال سوءًا وخوفًا من تفاقم هذه المشكلات، وعدم الاكتراث بمطالب المواطنين الصحية لها تداعيات مؤلمة على صحة المواطنين، وبالتالي ستنعكس سلبًا عليهم.. هذا وبالله التوفيق. [email protected]