أقام مستشفى الملك فهد بالمدينةالمنورة مساء الثلاثاء الماضي حفلا خاصا بمناسبة حصوله على شهادة الاعتماد من المجلس المركزي لاعتماد المنشآت الصحية لمدة ثلاث سنوات. وقد شرفت بالحضور بدعوة كريمة من مدير المستشفى الخلوق الدكتور عبدالحميد محمد علي شحات، وكان مساء جميلا زاد من روعته لمسات الوفاء التكريمية للمديرين السابقين الذين تولوا إدارة المستشفى، وللعاملين فيه الحاليين الذين أسهموا كفريق في تحقيق هذا الانجاز. والحديث عن الوضع الصحي في المدينة حديث ذو شجون، فهو مؤلم من جهة، ومؤسف في بعض أحواله، لكن القائمين عليه يبذلون جهودا مضنية للنهوض به، ومن ذلك ما بشر به مدير عام الشؤون الصحية الدكتور عبدالله علي الطايفي من إنشاء بعض المستشفيات كالميقات والملك عبدالعزيز، والسعي لإنشاء مركز للأورام (تخيلوا مدينة المصطفى –صلى الله عليه وسلم- ولا يوجد بها حتى الآن مثل هذا المركز الهام؟!). أما عن المستشفى الذي يقف وحيدا في سماء هذه المدينة المباركة، فهو يعاني كثيرا من الضغط الهائل المتمثل في الأعداد الضخمة التي يستقبلها فضلا عن القيام بعلاجها أو حتى توفير الأسرّة لها، خصوصا انه يستقبل الحالات المحولة من المحافظات والمراكز التابعة للمنطقة. وقد تم في ذلك المساء طرح فكرة شراء مستشفى خاص (هو قائم الآن) ليكون مساندا له، يخفف العبء الثقيل الذي يتحمله مستشفى الملك فهد باعتباره المستشفى الرئيس، ناهيك عما يوفّره ذلك الشراء من إمكانات ووظائف. والواقع يقول إن المدينة تحتاج إلى مستشفيات عدة لسد احتياجها خصوصا بعد فتح باب الزيارة واستقبالها لحوالى أربعة ملايين زائر على مدار العام، وبحساب بسيط لو وضعنا في اعتبارنا أن عشرة في المائة من هذا العدد تعرض لأمر صحي طارئ فإننا أمام أربعمائة ألف حالة! وقد سرد المدير العام بعض المشاريع التي سيكون من شأنها النهوض بالوضع الصحي، مستشهدا بهذا المستشفى حيث بلغت نسبة تشغيله في زمن مضى ثلاثين في المائة، ثم وصلت إلى ستة وستين إلى أن بلغت اثنين وثمانين في المائة بجهود مخلصة ومثابرة لا تعرف الكلل والملل. وفي تصوري أننا لا يمكن أن نصل إلى مستوى مقبول من الجودة في الخدمات الصحية إلا بوجود عدد كاف من المستشفيات وإمكانات كبيرة تضع في اعتبارها تقديم خدمة صحية متميزة ترقى إلى تطلعات المواطن الذي يعاني من أجل الحصول على سرير أو موعد بعيد لإجراء عملية أو فحص معين! إن مثل هذه الجهود يفترض إبرازها، وشكر القائمين عليها، فكما أننا في إعلامنا نطرح همومنا ونسلط الضوء على أوجه التقصير لدينا التي لا تخلو منها أعمال البشر فأيضاً الواجب إبراز الجهود والثناء على من يبذلها (وهذا هو الدور المطلوب من إعلامنا). وبالعودة إلى الواقع فإن الطموح هو أن نرى وضعا صحيا يليق بمدينة الرسول الكريم عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم، بإيجاد مستشفيات متخصصة (كما هو قائم في الرياضوجدة) ومراكز متقدمة (مراكز بحوث ودراسات وأورام ..) ونرنو إلى قيام مستشفيات -بشكل عاجل- تعضد مستشفى الملك فهد. فهل تتحقق الطموحات في وقت قريب يا وزارة الصحة؟! [email protected]