كثيرًا ما نسمع أن الشباب السعودي لا يصلح للعمل، وأنه مستهتر، وأنه لا يعمل بجد، ولا يحضر في موعده، وغيرها من التُّهم الكثيرة التي أصبحت ظاهرة مرتبطة ارتباطًا مباشرًا بالشباب السعودي، وعلى الرغم من أن وزارة العمل قد كثّفت جهودها مؤخرًا لتوفير فرص عمل للشباب، فإن البعض يعمد لاستقطاب هؤلاء، لا ليعملوا، بل ليكونوا واجهة فقط في أماكن العمل، وليرفعوا من نسبة السعودة في المنشأة، ولتحفظ أسماؤهم في سجلات التأمينات الاجتماعية. إذًا نحن نعيش أزمة ثقة كبيرة بين صاحب العمل والشباب السعودي، تحتاج منّا إلى وقفة جادّة لردم هذه الفجوة، وإعادة العلاقة، وتقوية الثقة بين الطرفين، ويأتي كل ذلك من خلال التركيز على التحفيز أولاً، ثم المحاسبة وليس العكس، فاليوم صاحب العمل يظن أن الشاب السعودي كسول، ولذلك فهو يقوم من أول يوم بوضع كل الشروط والضوابط والمعايير للمحاسبة الشديدة، وذلك قبل وضع الحقوق والحوافز، وهذا ما يساهم في زيادة الهوة بين الشاب وصاحب العمل، ولو عمد أصحاب الأعمال إلى إعطاء الحقوق الأساسية للشباب -سواء فيما يتعلق بالرواتب المستحقة، وتسليمها في موعدها، أو ساعات العمل المحددة، أو أيام الإجازات؛ وأضافوا إلى ذلك وضع معايير للتحفيز ترتبط بالإنجاز والنتائج- فأعتقد أن العلاقة ستتحسن، والثقة ستزيد بين الطرفين. يقول أحد الشباب العاملين في القطاع الخاص (إننا في حاجة لمن يعطينا رواتب مجزية، تتوازى مع ساعات العمل الطويلة، كما أننا نتطلع لمَن يعطينا إجازات كافية يستطيع خلالها الشاب أن يؤدي أعماله الشخصية، ونأمل أن تكون هناك آليات للحوافز والبدلات، وزيادات الرواتب التي من المفترض أن تكون واضحة حتى يعرف الشاب مستقبله في العمل). إننا في حاجة ماسّة إلى أن نعطي فرصة للشباب ليثبتوا من خلالها قدراتهم وكفاءتهم وجديتهم، وأن نوفر لهم المناخ المناسب للعمل سواء من خلال ضمان حقوقهم ووضع الحوافز لهم وتوفير بيئة العمل المناسبة لينجحوا، وبعد ذلك يتم محاسبتهم بجدية، عندها سيتم معرفة مَن هو جاد في أن يعمل، ومَن هو متهاون ومستهتر. [email protected]